يسكن بحمص نحو مليون شخص مما يمثل تحدياً في إعمارها وإعادة السكان
2016-04-06 ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
نقلت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مشاهد من مدينة حمص السورية، واصفة ما جرى للمدينة التي كانت توصف بأنها عاصمة الثورة، بأنه دمار، خاصة أن المدينة باتت شبه خالية من سكانها إثر عمليات القصف التي تعرضت لها طيلة سنوات خلت.
الثوار مروا من هنا، فكل شيء يدل عليهم، فلقد وثقوا حياتهم في حمص عبر كتابات على الجدران ما زالت شاهدة عليهم قبل أن يسلموا الحي لقوات النظام وينسحبوا بعد اتفاق يسمح بإدخال المساعدات إلى المناطق التي يحاصرها النظام ومليشياته.
ما بين جدران الحي يمكن أن تشاهد ثقوباً استحدثها المسلحون في سبيل تأمين أنفسهم أثناء القتال ضد قوات النظام، وأيضاً التنقل من منزل إلى آخر، هنا خط أبو راتب اسمَه، وهنا رسم آخر علم الثورة السورية بنجومه الثلاثة.
الثورة في حمص ولدت مع انطلاقتها في عموم سوريا عام 2011، وخاصة في المناطق القديمة منها، وتم إجراء اتفاق بوساطة الأمم المتحدة في مايو/أيار 2014 حيث سمح بإجلاء المقاتلين مقابل السماح بإدخال المساعدات الغذائية لعدد من الأحياء المحاصرة، حيث تمت عملية إجلاء أزيد من 2000 مقاتل، ورغم أن الاتفاق مضى عليه ما يقارب العام إلا أن السكان الذين فروا من المدينة يرفضون العودة.
حمص التي يسكنها نحو مليون شخص تمثل تحدياً كبيراً لإعادة إعمارها وإعادة سكانها إليها، حيث أشارت تقديرات البنك الدولي إلى أن عملية إعادة الإعمار في سوريا يمكن أن تصل إلى 170 مليار دولار كما أنها سوف تتطلب جهوداً دولية على غرار خطة مارشال التي ساعدت أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية.
لقد دمرت الحرب هنا كل شيء؛ المستشفيات وآلاف المدارس والمنازل، وحتى المناطق التي كانت تعتبر مستقرة نسبياً في حمص ما زالت هناك الآلاف من العوائل غير قادرة على العودة بسبب الوضع غير الآمن والتدمير الذي طال حتى تلك المناطق.
زياد كريس، عضو لجنة إعمار منطقة باب دريب المسيحية، قال إن الناس ترفض العودة، بعضهم سجل أطفاله بمدارس في مناطق أخرى، وأيضاً وجد عملاً فلماذا يعود.
في هذا الحي المسيحي، ورغم أنه يعتبر من الأحياء الموالية للنظام، إلا أن العديد من منازله تعرضت للتدمير، وأيضاً بعض الكنائس، حيث تسعى لجنة إعادة الإعمار إلى ترميم بعضها وتقديم المساعدات المالية للأسر التي ترغب بالعودة، حيث أعيدت الكهرباء إلى المنطقة، إلا أنه ورغم ذلك ما زالت هذه الشوارع خالية بشكل مخيف.
مركز الشرق العربي