لم يعد يقوى على الحركة، وبدا جسده النحيل قد تحوّل إلى هيكل عظمي تكسوه طبقة رقيقة جداً من العظام، محمد فياض أحد أطفال مدينة دوما المحاصرة لم يتجاوز عمره 16 عاماً، لكن قدرته على الحركة تتلاشى يوماً بعد يوماً، وبدأ جهازه المناعي يدق ناقوس الخطر.
مراسل “سوريا مباشر” براء عبد الرحمن قابل الطفل محمد فياض، وقال براء أن الطفل منذ شهرين كانت حالته الصحية أفضل، ولكن بعد فقدان الغذاء في مدينته التي يقطن بها مدينة “دوما” بدأ وزنه ينقص، ومناعته تضعف، وصفاً جدسه بأنه تحول إلى”قفص من عظم”.
وتحدث الطبيب الذي يشرف على علاج الطفل فياض أن جسده بحاجة للغذاء “البروتين، والسكريات، بقوليات”، وأشار الطبيب وأن هذه المواد قد فقدت في الغوطة الشرقية بعد ثلاثة أعوام من الحصار الخانق من قبل قوات النظام، مؤكداً أن والد الطفل لا قدرة له على تأمين الغذاء ومستلزمات العلاج للطفل المريض.
وحذر مسؤل طبي في مدينة من أن وضع النقاط الطبية في مدينة دوما بشكل عام، بات “حرجاً” ومعظمها مهدد بالإغلاق بسبب “النقص الكبير” بمادة الديزل التي تعد من أهم ركائز تشغيل النقاط ويُعتمد عليها بشكل كبير لتشغيل المولدات وسط الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن المدينة لافتا إلى حصول شح في بعض المستلزمات الإسعافية والأدوية، كأكياس السيروم وأكياس الدم، وإبر الالتهاب والمسكنات والأجهزة والمعدات اللازمة.
ويذكر أنّ قوات النظام السوري تحاصر مدينة دوما والغوطة الشرقية منذ ثلاثة أعوام وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية إليها.