التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد ظهر اليوم في باريس رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، ومنذر ماخوس عضو الهيئة، وقال مصدر سياسي ذو صلة لـ ‘ايلاف’ إن مدار البحث تلخص حول عمل الهيئة والمفاوضات المرتقبة مع النظام السوري في جنيف ولقاء أعضاء الهيئة الأخير مع الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا.
وكان وفدًا مؤلفًا من حجاب وماخوس وأحمد العسرواي واياد شمسي أعضاء الهيئة العليا، التي أعلنها مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، وصلوا باريس في اطار جولة أوربية وعربية، ومن المنتظر أن يغادر الوفد باريس الى عدة دول يستهلونها بالمانيا للقاء وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ثم مسؤولة الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدريكا مورغيني، ثم مسؤولين إماراتيين.
ما قبل المفاوضات
وطرحت الهيئة في لقائها الأسبوع الماضي في الرياض مع دي ميستورا ‘أسئلة تتعلق بالقرار 2254، خاصة بالبندين 12 و13 وهي التي ترسم مرحلة ما قبل البدء بالمفاوضات، وما تعرف بمرحلة تقديم حسن النوايا الممهدة لبناء الثقة بالعملية التفاوضية، انسانيا مثل فك الحصار عن المدن، والإفراج عن المعتقلين، لا سيما النساء والأطفال والشيوخ، وعسكريا مثل وقف عمليات القصف الجوي العشوائي’ .
وقالت أنها استحقاقات مرحلة ما قبل التفاوض وليست شروط، كما حدد قرار مجلس الأمن الذي طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار وليست شروط، وتساءلت الهيئة: ‘من يملك قرار الوقف الفوري لإطلاق النار؟’.
وأوضحت المعارضة أن النظام لا يملك أكثر من عشرة بالمئة من حجم النيران التي تملك بقيتها إيران وروسيا، وتحدثت عن الميليشيات والمرتزقة التي جلبها النظام، وهو لا يملك اليوم سلطة على أكثر من 18 في المئة من مساحة سوريا، وليست له سيادة على نصف سكان سوريا في الداخل، اضافة الى ملايين المشردين واللاجئين في الخارج، كما أنه فقد سيادته على الموارد الطبيعية، وعلى الطرق والمعابر الدولية، منطلقا من كل ذلك على أنه نظام فقد السيادة كما فقد الشرعية.
كما وجهت الهيئة للمبعوث الدولي سؤالاً حول المعايير والمواصفات التي تتم على أساسها التصنيفات لمن يسمون إرهابيين ومن يوضعون في هذه الخانة من فصائل، وألمحت لما قامت به إيران من تغيير ديموغرافي للسكان على أسس طائفية، وما قامت به الأمم المتحدة من تدخل فيما جرى بين النظام وداعش في عملية الترحيل التي عبرت من دمشق.
وركزت على أن قرار مجلس الأمن 2254 من الحفاظ على مؤسسات الدولة، يجب أن يلحظ ضرورة إعادة هيكلتها ابتداء من الجيش والمؤسسة الأمنية، وذكرت أن القرار الأممي لم يتعرض الى نهاية دور الأسد.
بداية تمهيدية
ووصف رياض نعسان آغا المتحدث الرسمي باسم الهيئة لقاء المعارضة السورية مع دي ميستورا في الرياض أنه ‘بداية تمهيدية للمفاوضات المزمع عقدها في جنيف في 25 يناير الجاري’، وقال ‘كان واضحاً أن دي ميستورا يدرك صعوبة مهمته’، فيما شكر رياض حجاب فصائل المعارضة المسلحة بعد بيان أصدرته بعض الفصائل لدعم مسار الهيئة وموقفها في رفض اعادة انتاج النظام.
وأكد حجاب لفصائل الثورة ‘أنتم رصيدنا السياسي، أشكركم على موقفكم المشرف، وثقتكم وبندقيتكم المثقفة، فعندما نكسب ثقة بندقيتكم، نسير بثقة أكبر وخطى أكثر ثباتاً’، وشدد عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’، على أن الهيئة ‘لن تحيد عن مبادئ الثورة ولن تقتل الشهيد مرتين’.
وقال حجاب أيضا إن ‘رئيس النظام بشار الأسد أصبح عبئاً على حلفائه، ونظامه أصبح يمثل خطراً على الأمن الدولي’، لافتا الى أن ‘الدم السوري ليس عرضة للمساومات الدولية، ولن نسمح باستمرار تعطيل العملية السياسية وعرقلتها بالبنود التعجيزية’، وندد بتصعيد النظام قصفه الجوي في معرة النعمان والذي خلّف أكثر من 100 قتيل و180 جريحاً، معتبراً أن هذه العملية أفرغت القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن من مضمونه، وجعلت مفهوم بناء الثقة أمراً بعيد المنال’.
في غضون ذلك اجتمعت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري اليوم مع سفراء أصدقاء الشعب السوري، وأكد السفراء ان 50 شاحنة مساعدات انسانية في طريقها الى مضايا.
إيلاف