تطفو إلى السطح بوادر انفجار الوضع في سوريا بمواجهةٍ محتملةٍ بين إيران والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية شمال شرق سوريا.
كشفت مصادر إعلاميةٌ محليّةٌ بالأمس، وصول 4 خبراء عسكريين إيرانيين إلى مدينة البوكمال السورية ليل الخميس-الجمعة، قادمين من الأراضي العراقية، بهدف إدارة ملف الصواريخ التي تم نصبها بالمنطقة، في الأيام القليلة الماضية، وتوجيهها نحو قاعدة حقل العمر النفطي التابعة للتحالف الدولي على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
وأوضح المصدر أنه سيتم توزيع خبير على كل من البوكمال والدوير والعشارة والميادين، للإشراف على الترسانة الصاروخية التابعة للحرس الثوري الإيراني بريف ديرالزور الشرقي.
وقد أكدت تسريباتٌ قبل أيام، بأن قائد الحرس الثوري الإيراني بمدينة البوكمال، اجتمع قبل أيامٍ بشكلٍ سريّ مع قيادات الحرس، ونقل لهم تلقّيه أوامر شفهيةٍ من طهران بالتجهز للرد واستهداف المصالح الأمريكية بالمنطقة بحال تعرّض تمركزات إيران لضرباتٍ جديدة.
وكانت واشنطن قد نفّذت أول ضربةٍ عسكريةٍ في ولاية الرئيس المنتخب الأمريكي جو بايدن ضدّ منشآتٍ تابعةٍ لميليشيات بقيادة الحرس الثوري في ريف البوكمال شرق ديرالزور 26 شباط الفائت.
وقد اعتبر محللون أن الضربات تحمل رسالةً مفادها أن الرئيس بايدن سيتصرف لحماية القوات الأمريكية والتحالف.
وكانت الولايات المتحدة يوم الأحد الفائت، قد أرسلت رسالةً مبطنةً تحمل الوعيد والتهديد لإيران، لردعها فيما لو فكرت بالقيام بأعمالٍ عدائية، بمناوراتٍ عسكريةٍ بين طائراتٍ حربيةٍ سعوديةٍ وقطريةٍ وإسرائيلية بشكلٍ منفصلٍ مع قاذفتين أمريكيتين من طراز B-52 الاستراتيجية فوق منطقة المتوسط.
توجد عدة مؤشراتٍ حول مفاوضاتٍ ستعقد مع إيران حول ملفها النووي عقب الدعوة الأوروبية مؤخراً، وسط توقعاتٍ بأن ثمن العودة للاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات عنها، قد يكون التنازل عن تواجدها العسكري في سوريا، وهو ما يمثل طلباً ملحّا لروسيا وأمريكا ودول أوروبا.
وكانت إسرائيل، حليف الولايات الاستراتيجي الدائم، قد أكدت على لسان رئيس وزرائها
نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي، بأنها ماضيةٌ في منع إيران من التموضع في سوريا مهما كان الثمن.
لابدّ من الإشارة هنا إلى أن احتمال المواجهة بين التحالف الدولي بقيادة الولايات من جهة وإيران، فيما لو وقعت، سيكون كارثيا بالنسبة للنظام السوري الذي يسعى لتعويم الأسد وحشد التأييد للانتخابات التي ترفضها الولايات ودول أوروبا، والتي من المزمع عقدها في نيسان القادم.
ليبقى السؤال المطروح، هل سينفجر الوضع السوري بصدامٍ بين إيران والتحالف الدولي، أم أن إيران أجبن من الإقدام على هكذا خطوة؟
تقرير خبري/صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع