تعتبر محافظة إدلب المحررة الشهر الثالث من العام الماضي ، ملتقى لجميع من نفاهم النظام من مناطقهم الأصلية، بالإضافة لسكان قرى محافظة إدلب القادمين لاشتداد القصف على قراهم في الآونه الاخيرة، لتضيف الهجمة الروسية الأخيرة على الريف الحلبي ضغطا أكبر على محافظة إدلب .
” ذهبت لكثير من المكاتب العقارية للحصول على منزل بعد أن دمر منزلي في قريه العيس الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة حلب، لكن دون جدوى مع وعود كثيرة، فأجبرت إلى البقاء لأيام في مسجد بأحد أحياء محافظة إدلب ” يصف أبو إسماعيل حاله بعد وصوله لمحافظة إدلب، فقد وصل عدد كبير من النازحين حسبما أفاد ناشطون في المدينة، إلا أن المنظمات الإغاثية والهلال الأحمر لم يستطعن تأمين منازل كافية لإقامة النازحين فيها .
لم تهدأ المعارك في ريف حلب منذ أكثر من ثلاث أسابيع، كذلك لم يهدأ الطيران الروسي الذي بات يخرج بشكل جماعي وقصف مستمر لتسجل أكتر من 150 طلعة فقط على ريف حلب في اليوم الواحد، واليوم ولأول مرة خرج سرب مؤلف من 20 طائرة موقعة الكثير من الشهداء ليجبر أبو إسماعيل والكثير غيره للهروب إلى منطقة “عفرين” الواقعة أقصى الشمال الغربي من الحدود التركية ليتم السماح لهم بالدخول إلى مدينة إدلب على دفعات، بعد تعذرهم دخول تركيا .
لم يكن نزوح سكان ريف حلب إلى الحدود التركية أقل رحمه أو حتى أكثر أمانا فقد وصل العدد لأكثر من 100 ألف شخص، سمح لثلاثة ألاف شخص فقط بالدخول عبر الحدود التركية حسب ما نقلته قناة الجزيرة ليبقى الباقي عالقين ينتظرون مصيرا مجهولا .
فقد تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن 10% نزحوا فقط من مناطقهم ليؤكد الهلال الأحمر التركي المتواجد على الحدود السورية التركية أنه من المتوقع وصول أكثر من 500ألف شخص هربا من المعارك الدائرة في ريف حلب .
الخوف من الحصار كان سبب أيضا لترك سكان ريف حلب الشمالي منازلهم والهروب منها فبعد أكثر من 3 سنوات من المعارك المتقطعة استطاع النظام فك الحصار عن نبل والزهراء الاستراتيجيتين بالنسبة للنظام ليقطع بذلك طريق الإمداد عن ريف حلب الشمالي بالكامل وذلك بعد السيطرة على تل جبين ودوير الزيتون .
حتى هذه اللحظة لاتزال المعارك قائمة وأعداد النازحين بارتفاع في ظل التدخل المحتوم من السعودية بالتعاون مع مجموعة من الدول العربية وتركيا، فهل تشهد الأيام القادمة عودة سكان ريف حلب لمناطقهم بعد تهجير مفاجئ لهم أم أن الوضع يبقى في قائمة المشاكل التي تنتظر الحل من دول العالم ؟؟
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي