يطمح فراس ذو ال ١٧ عاماً إلى امتلاك منزله الخاص وتكوين أسرة، يحكي فراس عن عمله الجديد، وعلامات الجهد والتعب واضحة في عينيه: “لم أكمل دراستي الإعدادية، لأنني لم أستطع الدراسة ولم أكن محباً لها، فقررت تعلم إحدى المهن، علّني أجني المال، وتعلمت مهنة الحلاقة فتلك المهنة محببة لقلبي وأرغب بها منذ زمن”.
بدأ فراس تعلم مهنة الحلاقة، وأتقنها، وامتلك محله الخاص، وصارت الزبائن تطلبه دوماً، يقول فراس: “عملت بجدّ لثماني سنوات، حتى استطعت شراء محلي الخاص ومنزلي الخاص أيضاً، في الخامسة والعشرين من عمري، وبدأت أفكر بالزواج فقد آن الأوان لأحقق أحلامي بعد ذلك التعب”.
لدى فراس ابنة خال، جميلة، ولوالدها مكانة مرموقة في المجتمع؛ لذا تقدّم لها، وخطبها، ولم يلقِ بالا إلى الفروق الكبيرة بينهما، ولا إلى مهرها الغالي وهو الحلاق الفقير.
وعن ذلك يقول فراس:”وافقت على طلباتهم الكثيرة والمهر الغالي، قناعةً مني أنها قريبتي ولن يذهب ما أبذله في سبيلها سدىً، لكن تدخّل أمها في حياتنا أثار الفتن بيننا، وعندما أعارضها تسمعني كلاماً عن الفرق الطبقي بيننا وأنني مجرد حلاق فقير”.
لا يهتم فراس لما تقول زوجته عن الفوارق الطبقية، والهوّة الشّاسعة بينهما، فحلمه بأن يصبح أباً يطغى على كلّ أفكاره : “كنت أحلم بالولد ليل نهار، لكن طال الانتظار، ومرت سنة ونصف على الزواج ولم يأت بعد، وكلما سألتها تجيب بأن الموضوع خارج يديها وأن مراجعتها للطبيبة تؤكد عدم وجود مشاكل لديها، حتى بدأت أشك في نفسي”.
قرر فراس متابعة موضوع الإنجاب بنفسه، ذهب إلى الطبيبة، سألها عن وضع زوجته، فكان جوابها صادما له: “أنتم لا تريدون أطفالاً، وزوجتك تأخذ حبوب منع الحمل باستمرار”.
وبعد مشاكل كثيرة بين فراس وزوجته حملت، وصارت في شهرها الرابع، ثمّ عادت المشاكل، وأصبحت أكبر من ذي قبل، ووصلت بينهما إلى المحاكم.
تقرر زوجته الطلاق، تتفق مع أهلها، وتطلب الطلاق من فراس، يصله الخبر، يرسل والده وأخاه لإقناعها وأهلها بالعدول عن هذا القرار، يرفض أخاها طلبهما، يهددهما بالسكين، يحصل شجار بينهم، فتتدخل الشرطة، وتأخذهم إلى المخفر، وتقرر زوجته الإجهاض.
يقول فراس بعد ذهابهم إلى المخفر : ” تأخذ زوجتي بعدها حبوباً لإجهاض الحمل وإنهاء كل ما بيننا ولتغيظني، لكن الطبيبة فحصتها وعرفت أنها تقصدت قتل الجنين، فانقلبت القضية ضدها وحكم عليها بالسجن سنة، لكنّ أباها ألغى الحكم بماله وطلقتها”.
ينهي فراس قصته بحزن وأمل معاً قائلا: “كل ما سعيت إليه أن نكون أسرة سعيدة، نساند بعضنا، ولأني لم أكن كما تريد هي وأمها دمرت تعب وجهد السنين”.
بقلم : فاطمة براء