“الرائحة قوية لدرجة لا يمكن للزائرين تجاهلها”، استطاع منظمو البازار السوري الأول الذي أقيم مؤخرا في مدينة “كالغاري” بمقاطعة آلبرتا، الهدف منها تسليط الضوء على المعاناة السورية، بطريقتهم الخاصة، لتكون رائحة صابون الغار هي ما أثارت استغراب الكنديين.
تمت إقامة البازار بجهد من قبل القائمين على مهرجان الأفلام العربية السابع، برئاسة باسم حافظ، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة “ماونت رويال بكالغار”، ونقلا عن ” هافينغتون بوست عربي” أن المهرجان في السنوات الست الماضية كان يختار قضية مهمة تخص العالم العربي ويلقي الضوء عليها وكانت دائما القضية الفلسطينية” لكن الأحداث في سوريا، وخاصة أن كندا استقبلت آلاف اللاجئين، كان لابد من تسليط الضوء على الجانب المشروق والجميل في السوريين رغم كل المآسي التي حدثت خلال الحرب.
استطاعت مجموعة من اللاجئين السوريين، المشاركة في المهرجان، بالمأكولات السورية الشهيرة من مشاو ومقبلات مميزة إضافة إلى الحلويات الشامية الشهيرة، كما تم طهي العديد من الطبخات التراثية المشهور في عدة مناطق في سوريا؛ محاولة منهم الاندماج مع الشعب الكندي، وتأكيد على كرم وأصالة الشعب السوري.
أعطى البازار انطباعاً إيجابيا للمجتمع الكندي، بأن السوريين الذين وصلوا إلى كندا سيكونون أداة فاعلة في خدمة اقتصاد البلاد، والعمل بجهد فيها، “سام نمور” أحد مؤسسي مجموعة دعم اللاجئين السوريين قال:” إن المنتجات السورية سيكون لها شأن كبير في السوق الكندية” وأضاف متفائلا “ما لفت نظري أننا منذ أن أعلنا عن إقامة هذا البازار كان المشاركون هم من الذين وصلوا كندا حديثا من 2-3 شهور، ولكن ما دفعهم للمشاركة هو الرغبة في التعريف عن سوريا والمبادرة إلى الاندماج مع المجتمع الكندي”.
رحل السوريون عن بلادهم، وحملوا معهم ذكريات وتراثا يعيش في عروقهم،” كلما شممت رائحة الصابون تذكرت أمي وجدتي” فصابون الغار من المواد الأساسية في البيت السوري، لا يخلو حمام منها، كما أن السوريين يستخدمونها في وضعها بين الملابس؛ لتعطي رائحة جميلة لها.
فأكثر ما تواجد في المعرض الصابون الحلبي التقليدي، المصنوع من زيت المطراف، وهو زيت يستخرج من عصر الزيتون مرة ثانية، بعد استخراج زيت المائدة في العصرة الأولى، علما أن تاريخ صناعة صابون الغار في حلب يعود إلى ما قبل 2000عام قبل الميلاد.
هذا المعرض يعتبر بطاقة تعريف إلى الشعب الكندي، وتأكيدا على أن الشعب السوري يبقى محافظا على تراثه وعراقته أينما كان.
أملنا أن يعودوا يوما ما إلى سوريا.
المركز الصحفي السوري
أماني العلي