فتح أمين عام حزب الله حسن نصرالله الطريق لزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون لتولي الرئاسة اللبنانية، في اتفاق يقضي بإسناد رئاسة الحكومة إلى زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.
وأكد نصرالله أن نواب كتلته البرلمانية سيصوتون لصالح الاتفاق الذي جرى بين عون والحريري في جلسة من المقرر أن تعقد آخر الشهر الجاري.
وقال نصرالله في احتفال بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على مقتل أحد القادة العسكريين لحزب الله في حلب بشمال سوريا “عندما تعقد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر هذه الجلسة إن شاء الله بكامل أعضائها وستنتخب العماد ميشال عون رئيس تكتل التغير والإصلاح رئيسا للجمهورية”.
لكنه اعتبر أيضا أن القبول برئاسة الحريري للحكومة اللبنانية “تضحية” من قبل قوى “الشيعية السياسية” التي يتزعمها، وغطائها المسيحي المتمثل في التيار الوطني الحر.
ويعكس خطاب نصرالله تغيرا حادا في موازين القوى في لبنان، إذ يقول الكثيرون إن الحريري لم يجد مفرا من القبول بعون رئيسا لإنهاء الأزمة، بينما يرى حزب الله أن القبول بالحريري نفسه تنازل يمكن تمريره على مضض.
وبقبول حزب الله التوافق بين الجانبين، يكون قد وضع حدا لسنوات من الفراغ الرئاسي الذي كان نتيجة لصراع على النفوذ بين قوى 14 آذار بزعامة تيار المستقبل، و8 آذار بزعامة حزب الله وحلفائهما.
ورغم إقراره الاتفاق، مازال حزب الله في مأزق اهتزاز التحالف مع حركة أمل الشيعية، بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري.
ورفض بري الاتفاق على تولي عون الرئاسة، وتولي الحريري رئاسة الحكومة. وقال بري الأسبوع الماضي إن كتلته البرلمانية “ستصوت ضد الاتفاق”.
وتقول مصادر في لبنان إن حزب الله كثف مؤخرا التواصل مع بري، في محاولة لإثنائه عن تشدده في القبول بالاتفاق، الذي يقول بري إنه جرى من دون أي تنسيق معه.
وينظر بري إلى حركة أمل باعتبارها أحد الأعمدة الرئيسية لاتفاق “الطائف”، المحدد الرئيسي لأبعاد الساحة السياسية اللبنانية.
ويضع رفض بري نصرالله في مأزق إنهاء الفراغ الرئاسي أو الحفاظ على تماسك الطائفة الشيعية، الذي يقوم بشكل كبير على التحالف “الوجودي” بين حزب الله وحركة أمل.
العرب