إسماعيل الحمصي 50 عام مهجّرٌ من معرة النعمان إلى مدينة الباب شمال حلب، يعشق منذ صغره جمع المسابح والخواتم والعمل على صناعتها وتشذيبها.
تهجّر إسماعيل بعد سقوط مدينته معرة النعمان إلى شمال حلب، ونقل معه موهبته ومهنته التي يحب ويعشق، وافتتح متجراً لبيع مقتنياته وسط السوق الشعبي في مدينة الباب.
يقول إسماعيل وهو يعرض لنا بعض مقتنياته من المسابح النادرة وباهظة الثمن :
“بدأت القصة ك هوايةٍ ثم تحولت إلى عملٍ، لم أفكر يوماً بأن حبي للمسابح والخواتم سيتحول إلى مصدر رزقٍ لي ولأسرتي، ولكن الحمدلله الأمور سارت بشكلٍ جيدٍ وأحصل على رزقٍ جيدٍ من بيع المسابح والخواتم حالياً ”
لا يعتمد إسماعيل على العمل بتجارة الخواتم والمسابح داخل سورية فقط، بل له علاقاتٌ في تركيا، إذ يُصدر بعض مشغولاته ومصنوعاته من البضائع إلى هناك.
يعود إسماعيل ليخبرنا أشياء جديدةً عن مهنته، وهو يرتدي اللباس العربي الفلكلوري المميز مثل الشروال والكسرية والقميص المزركش والطاقية على الرأس يقول:
“أمتلك خاماتٍ قديمةً أستخدمها في صناعة المسابح وخواتم الفضة المرصّعة بالأحجار الكريمة كخام التسعين و كالخام الألماني الذي يُطلب بشدةٍ في الخارج ”
في نهاية لقائنا به تمنّى إسماعيل والغصة تخنق حديثه العودة لمدينته معرة النعمان، ولو عاد لمنزلٍ مهدمٍّ، فقد قال وهو يحرّك حبات السُبحة بين أصابعه:
“أتمنى العودة للمعرة قبل أن أموت لا يمكن لمكانٍ في هذا العالم ان يعوضك عن بيتك وحارتك ومدينتك حتى لو نجحت في عملك الجديد ومكان إقامتك الجديد”
وتبقى قصص المهجرين وأمنياتهم جرحاً ينزف لا يبرأ حتى تكتحل عيونهم وتثلج صدورهم بالعودة إلى أوطانهم ولو تحت سقفٍ مهدّمٍ أو ظلّ شجرة.
قصة خبرية/ ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع