أشار المحلل والباحث في الشأن الاستراتيجي للخليج العربي، مهنا الحبيل، مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي بمدينة إسطنبول، أن رسالة الأستاذ “نجم الدين آربكان” وعدد من الوعاظ العرب كانت قوية جدا في الوطن العربي، بأن مشروع “عبد الله غل” و”رجب طيب أردوغان” ومن معهما مشروع غربي له صلة بإسرائيل.
جاء ذلك في مقال له نشرته “الجزيرة نت” بعنوان “الدعوة التربوية والفكر الإسلامي التقدمي”، حيث أشار إلى أن حركات الإحياء في الفكر الإسلامي المعاصر والقديم، مرت بمراحل من الضبابية في بدايات دعوتها والتبشير بمسارها الجديد، وهو أمر طبيعي يكتنف دعوات التجديد تاريخيا، بما فيها دعوات بعض كبار علماء النهضة والتجديد في الوعي الديني وفي الفكر الإنساني المطلِق للنهضة.
وأوضح الحبيل إنه “قبل يصل حزب العدالة والتنمية التركي إلى الحكم في 2003، وعند أول خطواته في تأسيس حزبه الجديد وتجربته البلدية في 1995، كانت رسالة الأستاذ نجم الدين آربكان وعدد من الوعاظ العرب، قوية جدا في الوطن العربي، بأن مشروع عبد الله غل وأردوغان ومن معهما مشروع غربي له صلة بإسرائيل، وفي أحسن الأحوال فتنة علمانية وتمييع للدين، وخدمة أعداء الامة”.
وقال الحبيل إنه “كان هناك مخاوف لدى العلماء وحلق القرآن والطرق الصوفية في الفاتح وغيرها، من أن هذا المشروع سيؤثر على مكتسبات دعوتهم الشعبية”، مبينًا أن “الطرق الصوفية في تركيا شبيهة بمدارس التثقيف الشرعي والتربوي المنتشرة لدى العرب اليوم، والتي لا تدار مباشرة من كيانات سياسية، بما فيها حزب السعادة التركي”.
ولفت الحبيل أنه بعد فترة تبين للخائفين من التربويين أن هذه العملية الفكرية ومشروعها السياسي، أعطتهم مساحات كبيرة في توسيع أنشطتهم، وضمنت لهم حقوقا مدنية كانوا محرومين منها، وتشريعات قانونية عملية لأنشطتهم، فتوسّع حضورهم، ولكن بقي الرأي السياسي لكل منهم، يُدار بحسب الدستور، وليس من منابر الوعظ، ولا الحلقات الدينية.
وأضاف الباحث: “ومع ذلك بقوا كقوة تأثير في المجتمع، تستقطبهم الأحزاب السياسية وتسعى لكسب أصواتهم، فيما استمر حزب العدالة يراهن على أن المجتمع المتدين الحريص على القيم هو الرديف التربوي له، وهو أحد أسباب الصراع بينه وبين حركة الخدمة، في القاعدة الشعبية السنية الكبرى في تركيا”.
ترك برس