يقال “إن لم يكن لك هدف في الحياة فاجعل لنفسك هدف حتى لا تكون كأنك لم تكن”.
من المعروف دائماً في طبيعة النفس البشرية سعيها لتحقيق الهدف الذي ترسمه وتسعى وراءه. ويختلف الناس في إصرارهم على السعي لتحقيق الأهداف، فمنهم من يطاله اليأس قبل الوصول للهدف، ومنهم من لا يكل ولا يمل حتى تحقيق غاياته.
عزام شاب سوري في الحادية والعشرين من عمره من قرى ريف حماه الشمالي يحكي عن مسيرته وإصراره رغم ما عاناه بين أنياب هذه الحياة القاسية، ويقول: “مثلي مثل شباب سوريا الذين أبعدتهم الحرب عن مقاعد دراستهم، فمع اندلاع الثورة السورية واستشهاد والدي ورحيلنا الى مناطق متفرقة جعلني أترك دراستي ولكن لم تغادر فكرة الدراسة من عقلي طوال فترات ترحالنا”.
ويضيف “عزام” وعبارات العزيمة والإصرار تعنون جمله ووكلماته ويقول “كان دائما يشغل فكري أن ظروف الحياة مهما اشتدت قساوتها يجب ألا توقفني عند هذا الحد، ويجب أن أفعل أي شيء يساعدني في تطوير مهاراتي”.
وكمن يملك كنزاً ويفتخر به يحكي عن مهارته في الكتابة “كانت الكتابة إحدى هواياتي منذ نعومة أظفاري، فعملت على تحسينها وتطوير مهاراتي فيها وبذلت قصارى جهدى من أجل ذلك”.
ويؤكد عزام على ضرورة الإصرار في تحقيق الأهداف “مررت خلال مسيرتي هذه بالكثير من الصعوبات والمطبات ولكنني تجاوزتها، وحضرت دورات مختلفة في مجال الكتابة، بالإضافة إلى أنني حضرت أكثر من سبعين دورة في إعداد القادة”
ويكمل “عزام” وعلامات الرضى واضحة على محياه البشوش بابتسامته الخفيفة وعينيه السوداوتين “أنا راض عن نفسي إلى الآن فأنا مسؤول جريدة شامنا في مدينة إدلب وكاتب ومدون في مجلة إشراقات، لكني أشعر أن طاقتي لم تصل إلى ذروتها بعد فحلمي الجديد هو تقديم محتوىً مرئياً هادفاً في المجتمع يساهم في استخراج طاقات الشباب وتطويرهم”
ويختتم “عزام” حديثه برسالة يريد أن يوصلها إلى جيل الشباب في عمره ويقول “الحرب تصنع أجيال وتفني أجيال، ويخرج من رحم المأساة متألقون وناجحون قادرون على الرقي بالمجتمع نحو الأفضل، فلا تدعوا ظروف الحياة مهما قست أن تعرقل مسرتكم نحو أهدافكم، قاوموا وكافحوا، فمن يريد يستطيع”.
وها هو “أحمد الكرم” الشاب السوري من أبناء ريف حلب الذي ترعرع على ضفاف بحيرة مدينة الثورة فكان يحمل في طياته حلم شاب يملأه الإصرار وتقوده العزيمة، رغم تهدم بيتهم ورغم النزوح وعذاباته، فمن تحت أقمشة الخيام المهترئة تمكن من حصد ثمار الجهد وسهر الليالي واستطاع بعزيمته وإصراره إحراز المركز الأول في الثانوية في تركيا، وحقق حلم أبيه في نيل مقعد في كلية الطب في جامعة كارابوك التركية، ويقول أحمد: “أتمنى من كل شخص لديه حلم، سواء كان الحلم صغيراً أو كبيراً، أن يسعى وراءه ويبذل كلّ ما يستطيع لتحقيقه، فالحياة هدف ولا حياة دون أحلام”
قصة خبرية محمد المعري.