تزامن عيد الشهداء في سوريا وعيد النصر في روسيا على حد زعم نظام الأسد، ليقيموا احتفالا برعاية رأس النظام بشار الأسد على مسرح تدمر الأثري بعنوان” بوابة الشمس”، وذلك تخليدا لذكرى الشهداء، فعلى المسرح نفسه العام الماضي قَتل مجموعة من الأطفال المنتمية لتنظيم الدولة عناصر للنظام في مشهد تمثيلي هزلي كما يحصل الأن حسبما أعرب موالون.
شارك في الحفل الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والفرقة الوطنية للموسيقا العربية وأوركسترا ماري وجوقة الفرح، كما أحيت فرقة أوركسترا روسية تسمى “مارينسكي” حفل مساء الأمس، ونقلتها صفحات موالية للنظام، لتلاقي موجة غضب، واعتبرا ما يحصل “انتهك حرمة دماء الجنود”، وعلق البعض بصورتين الأولى للحفل الموسيقي في مسرح تدمر، والثانية في المكان ذاته حيث أعدم التنظيم عدداً من جنود النظام.
” سامر نايف لاطة ” علق على الحفل بقولة:” بغض النظر عن قضية مؤيد أو معارض.. فعلا الي استحوا ماتوا… ألا يوجد ذرة من الاحترام لدماء السوريين الأبرياء التي تراق كل لحظة.. ألا تخجلون من أنفسكم.. حفل موسيقي واوركسترا… على أطلال ما تبقى من تدمر.. هل جفت دماء أبناء تدمر حتى تقيموا حفلكم المقيت هذا؟ أحقا ما زال حتى اللحظة أناس قد فقدوا الحس الإنساني.. دعك من الحس الوطني؛ لأنه أصبح سلعة كل يتاجر به على هواه.. أين الإنسانية؟ سوريا تدمر.. تحرق… الحضارة والتاريخ يسرقان.. الأطفال تيتموا والنساء رملت.. والناس تشردوا داخل الوطن وخارجه.. وأوركسترا الدب الروسي تعزف ألحانا على أشلاء السوريين.. التاريخ لن يرحم ولن يغفر.. تبا لكم ولما تعملون”.
تناولت ” أنطونيا” موالية من مدينة حمص الحفل بشكل ساخرا، فقد كتبت:” فكّرنا أصدقاءنا الروس رايحين مؤازرة لعند العساكر المحاصرة بحقل الشاعر طلع عندون حفلة بتدمر يلي هي على بعد أمتار من المجازر يلي صارت بحق ابطال كل ذنبهم أنهم صمدوا وتحدوا.. والله يعينك يا عسكري من وين بدك تلاقيها”، استولى منذ أقل من ثلاثة أيام تنظيم الدولة على حقل شاعر للغاز الواقع شرق سوريا والي بيبعد عن تدمر 150 كلم فقط.
لم تقف المهزلة هنا فقد وجه الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين” كلمة عبر شاشة التلفزيون واصفا “الحدث الثقافي بأنه يأتي تخليدا لجميع ضحايا الإرهاب، في حين أن الحفل برعاية بشار الأسد، ليتسأل المتابعون لماذا بوتين يلقي كلمة الافتتاح أين من يدعي أنه رئيس للدولة السورية؟
يعلق “مازن العجل” بسؤال للمنظمي الحفل ” لولا عطيتو تكاليف الحفلة لأهالي الشهداء ما كان أفضل من هذه المسخرة؟.. ألا تعلم الحكومة أن أبناء الشهداء يعانون من ظروف صعبه لفقدان المعيل، وأن الرواتب المصروفة لهم لا تكفي ثمن خبز فقط ؟”، فالحفل كان على مستوى عالٍ من البهرجة الاعلامية والبذخ في ظل ظروف اقتصادية صعبه تمر بها البلد.
فيما اعتبر كثير من المواطنين أن الحفل هو ضجة إعلامية للتغطية على الخسائر الحاصلة لقوات النظام في ريف حلب الجنوبي، ويذكر أن الثوار استطاعوا خلال الأسبوع الماضي قتل عدد من جنود النظام والميليشيات الإيرانية وتكبيد قوات النظام خسائر كبيرة وأسر عدد من جنودها، في ظل تعتيم تام لما يحصل من انتصارات لصالح الثوار.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي