تنطلق غداً فعاليات الدورة الرابعة من “مهرجان بويا للموسيقى النسوية” في مدينة الحُسيمة، غربي الرباط، وتستمر حتى 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تحت شعار “الفن والإبداع من أجل ترسيخ المساواة بين الجنسين”.
في حديث إلى “العربي الجديد”، يقول مدير المهرجان، عبد العزيز البقالي: “منذ الدورة الأولى، حاولنا عدم استنساخ تجارب المهرجانات الأخرى، والبحث عن مجال نتميّز فيه، فكان الإجماع على تنظيم تظاهرة تشكّل المرأةُ المبدعة ثيمتَه الرئيسية”.
المهرجان تنظّمه “جمعية تِيفيور للموسيقى”، التي تنشط منذ تأسيسها في مجال “الفن الملتزم”. عن هذا التوجّه، يقول البقالي: “نقصد بهذا الوصف الالتزام بقضايا المجتمع وهمومه، وليس فقط الالتزام السياسي بمعناه الضيّق؛ أي الفن بوصفه رسالة ورقياً بالذوق العام.
ومن هنا جاء الربط بين الفن والاهتمام بقضايا المرأة، خصوصاً في ظلّ ما تعيشه الساحة الفنية من إسفاف”.
يكرّم “مهرجان بويا”، الذي يُحيل اسمه إلى ملكة أمازيغية عُرف عنها دفاعها عن قيم العدل، الفنانة المغربية سعيدة فكري، التي تُقيم حفل الافتتاح، كما ستعمل على تأطير ورشة فنية لفائدة مؤسسة تعليمية في المدينة.
يقول البقالي إن اختيار فكري “نابع أساساً من طبيعة الفن الذي تؤدّيه، ومن التزامها بقضايا المجتمع وبالقيم الإنسانية.
ثمّة تقاطع واضحٌ بين مسارها والقيم التي يدافع عنها المهرجان”. يوضّح الأهداف التي اشتغلت عليها التظاهرة طيلة أربع سنواتٍ، قائلاً: “نهدف، أساساً، إلى ترسيخ القيم الإنسانية المستلهمة من التراث المغربي متعدّد الأبعاد، خصوصاً في جانبه الأمازيغي متمثّلاً في “رَالّا بُويا” الذي يميّز إيقاعات الريف الأمازيغي”.
يعترف المتحدّث بوجود فجوةٍ بين أهداف المهرجان وإمكانياته: “الميزانية المخصّصة للتظاهرة والدعم الذي تتحصّل عليه يبقى ضعيفاً، لكننا متفائلون، خصوصاً أن التظاهرة أخذت موقعها ضمن التظاهرات الفنية، وأصبحت تساهم في الترويج لمنطقة الريف والحسيمة، وتستقطب أسماء فنية كبيرة”.
إضافة إلى حفلات تحييها فنانات من داخل المغرب ومن خارجه، يتضمّن برنامج المهرجان ندوتين رئيسيتين؛ الأولى حول “المساواة بين الرجل والمرأة” والثانية، بالتعاون مع “جمعية أوغسطين للثقافة والفنون” حول “العمل البرلماني وإقليم الحسيمة: أي حصيلة؟”، بمشاركة باحثات وحقوقيات من داخل المغرب وخارجه.
المصدر: عربي 21