منظمات إنسانية تتخلى عن مخيم الهول وسط كابوس يعيشه قاطنو المخيم من فلتان أمني وتردي الوضع المعيشي ونقص حاد في الخدمات والرعاية الصحية، فما مصير أطفال الهول إبان ذلك؟.
توفي طفل عراقي الجنسية جراء نقص الرعاية الصحية في مخيم الهول الواقع شرقي محافظة الحسكة، أمس الأربعاء 3 آذار مارس، بحسب شبكة الخابور.
يأتي ذلك في ظل نقص حاد بالرعاية الصحية وتردي الأوضاع المعيشية في المخيم، الذي بات أشبه بسجن ضخم يحتجز ما يزيد عن 60 ألف نسمة معظمهم أطفال ونساء.
إضافة إلى تخلي بعض المنظمات الإنسانية عن المخيم؛ بسبب الفلتان الأمني الذي بات يشكل خطراً على عاملين المنظمات في المخيم.
فقد أعلنت منظنة أطباء بلا حدود، مساء الثلاثاء 2 آذار، عن تعليق عملها في المخيم تعقيباً على حادثة الحريق الذي نشب السبت، الذي أسفر عن وقوع قتلى ومصابين منهم 3 من موظفيها.
كان قد قتل أحد موظفي المنظمة في خيمته ليلة 24 من شهر شباط الماضي، فيما توفيت طفلة هي ابنة موظف آخر يعمل لدى المنظمة إثر الحريق الذي نشب السبت.
وأعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها وحزنها الشديد إزاء الأحداث التي يشهدها المخيم، وأوضحت أنها اضطرت لتعليق عملها مؤقتاً في المخيم بسبب الفلتان الأمني.
في ذات السياق ذكرت إدارة مخيم الهول في بيان تلته خلال مؤتمر صحفي ونقلته وسائل إعلام، أمس الأربعاء، أن “المشافي التابعة لمنظمة الصحة العالمية ومنظمات آخرى دولية ترفض استقبال حالات الحروق التي أحيلت إليها من مخيم الهول، بذريعة عدم وجود أقسام خاصة بالحروق، وعدم وجود الأدوية اللازمة”.
وكشفت إدارة المخيم في ذات البيان عن سبب اندلاع الحريق الذي أودى بحياة نحو 9 أشخاص وإصابة العشرات السبت 27 شباط الفائت، وقالت: إن الحريق نشب إثر انفجار مدفأة في إحدى الخيام تعمل على مادة الكروسين سريعة الاشتعال المعروفة ب “الكاز”.
فيما أوضحت أبرز الأسباب التي تؤدي إلى اندلاع الحرائق المتكررة في المخيم والإجراءات التي يفترض اتخاذها للحد من تكرر الحرائق، منها استبدال مادة الكروسين التي تعد خطرة الاستخدام للتدفئة بمادة الديزل.
أضافت أنه يتوجب توفير معدات إطفاء لاخماد الحرائق بأقصى سرعة، إضافة إلى ترك مسافة آمنة بين الخيم لضمان عدم امتداد الحرائق من خيمة لأخرى.
هذا وناشدت إدارة المخيم المنظمات لتوفير مراكز صحية داخل وخارج المخيم خاصة لاستقبال حالات الحروق ومعالجتها.
وفيما يخص الفلتان الأمني وارتفاع وتيرة القتل فقد شهد المخيم 31 عملية قتل منذ مطلع العام الجاري، بحسب تصريحة لأحد مسؤولي المخيم لوكالة فرانس برس.
وتأتي عمليات القتل في ظل نشاط واضح لعناصر تنظيم الدولة “داعش” في المخيم، إذ طالت الاغتيالات العديد من العامليين في المجال الإنساني والعاملين لصالح قوات سوريا الديمقراطية فيما استهدفت بعضها مدنيين لأسباب مجهولة، بحسب ما أشارت تقارير.
وفي السياق نفسه عثر على جثة لشاب عراقي الجنسية أمس الأربعاء يعمل لصالح قوات سوريا الديمقراطية، قتل جراء استهدافه بطلق ناري في مخيم الهول وهي الحادثة الثالثة من نوعها خلال 24 ساعة، فيما سبقتها حادثة مقتل عراقي آخر قبل أيام بحسب شبكة الخابور.
الجدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية أصدرت اليوم الخميس قائمة أسماء تضم نحو 300 شخصا من قاطني المخيم من الجنسية السورية للسماح لهم بالخروج منه والعودة لمنازلهم.
جاء ذلك وسط تحذيرات دولية من تردي أوضاع المخيم ومناشدات للإفراج عن قاطني المخيم إلى جانب اتهامات وجهت لقوات سوريا الديمقراطية من جهات عدة أنها تستخدم المخيم كأداة للحصول على مكاسب سياسية متعلقة بالاعتراف بالإدارة الذاتية من قبل الدول الخارجية.
بقلم سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع