على ارتفاع 10 أمتار في إستنبول جربت شركة “بايكار” المصنعة أول سيارة تركية ذكية محلية الصنع, وأطلقت عليها اسم “جزري” “cezeri” نسبة للعالم العربي إسماعيل الجزري، معجزة القرون الوسطى العلمية.
ونقل عن كبير مسؤول التكنولوجيا “سلجوق بيرقدار” نيته صنع نماذج أكثر تقدما في المستقبل من السيارة الذكية، حيث من المخطط أن تبدأ أول رحلة جوية مع إنسان على متن السيارة الطائرة “جزري” ومن المقدر أن يستغرق استخدامهما لأغراض ترفيهية من 10- 15 سنة.
في أيلول/سبتمبر الماضي تم عرض “جزري” في “تيكنوفيست” معرض التكنولوجيا التركي في إستنبول، وسميت السيارة على اسم إسماعيل الجزري المهندس الميكانيكي الذي عاش في القرن 12 ميلادي.
يعتبر الجزري واحدا من عمالقة الهندسة في التاريخ ومعجزة القرون الوسطى العلمية، وهو بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل بن الرزاز، ولد في جزيرة ابن عمر ومنها جاء لقبه “الجزري”، وأطلق عليها الجزيرة لكثرة الأنهار حولها، وهناك من يقول أن الاسم سرياني.
رجل يضرب رأس فيل كل نصف ساعة، وموسيقيون يعزفون، وماء يخرج من فم طاووس لغسل اليدين، ونافورات تعمل في أوقات معينة بشكل مبرمج، كل هذا كان في العصور الوسطى للعالم الجزري، مؤسس علم الروبوتات ونقطة تحول في تطور العلوم عموما والهندسة خصوصا، حتى أن مجلة ناشيونال كرافيك الأمريكية وصف الفنان الموسوعي “ليوناردو فنشي” أنه جزري الغرب، اعترافا منها بالعالم العربي الجزري.
ترك الجزري لنا كتابه ” الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل”، وكان كتابه أكثر من إعجاز علمي، حيث وصف بالتحفة الفنية، برسوم متناهية الدقة ولمحات فنية تمتع القارئ وتجذبه لمتابعة المعلومات الهائلة، ففيه ترك الجزري معلومات كافية عن أعماله.
اخترع الجزري أشياء جديدة، وحسن ما اخترعه من جاء قبله، منها مضخات المياه، واخترع روبوتا غريبا عمل كساعة مائية كبيرة على شكل فيل يقوده رجل هندي ويعلو الفيل برج صغير يقف علي طائر، وفي كل نصف ساعة يغرد الطائر وتبدأ الآلة بالعمل بشكل مثير للاهتمام، كما ترك علامات صينية على الساعة لجعلها أجمل وأكثر إثارة للانتباه.
بالإضافة أنه صنع أربعة موسيقيين، عازفان اثنان، واثنان يقرعان الطبل على قارب. كما اخترع السيفون الذي يستخدم في الحمام وطور الأقفال.
والبوصلة المستعملة في الأعمال العسكرية، والصمامات المخروطية.
إن تسمية السيارة الذكية التركية باسم هذا العالم العربي المسلم قد يكون محاولة لتسليط الضوء العالمي والعربي على عبقرية المسلمين, الصناعية الهندسية وسط اختفاء الجزري من الإعلام العربي لأسباب مجهولة، فأغلبية المصادر التي تكلمت عنه غربية خالصة.
محمد إسماعيل / المركز الصحفي السوري