475 ألف يتيم من الأطفال السوريين، مسجلين لدى جمعيات رعاية الأيتام، هذا الرقم يعتبر الأعلى في دول العالم، ليصل عدد الأيتام لأكثر من 800 ألف يتيم موزعين ما بين الداخل ودول الجوار؛ لبنان تركيا والأردن، وفقا لاتحاد منظمات المجتمع المدني السوري، ومع هذا تحتفل أسماء الأسد زوجة رئيس النظام بعدد قليل جدا من أيتام سوريا الموجودين في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري في أسبوع اليتيم العالمي.
تم الاحتفال في ملعب تشرين بدمشق، برعاية جمعية ” لمسة شفا” وشركة ” بيغ آيديا”، حيث عرفت الجمعية بولائهم لنظام السوري، وقد تضمن الاحتفال أنشطة وألعابا تهدف إلى زرع البسمة على وجوهم وتنمية مواهبهم لمدة أسبوع كامل، فالغالب على الأطفال الذين فقدوا آباءهم في السنوات القليلة الأخيرة، أعمارهم ما بين السنتين وخمس سنوات، أي بعمر الثورة السورية على نظام الأسد. لتفاجئ أسماء الأسد الحاضرين بحضورها الاحتفال في اليوم الأول.
خلال خمس سنوات تضاعف عدد الأطفال الأيتام بسبب القصف المستمر للنظام على المناطق الخارجة من قبضة النظام، لم يكن الطيران هو السبب الوحيد، فكثير من الأطفال السوريين فقدو أباءهم في الحرب فقد عمد النظام على زج أباءهم في الخطوط الدفاعية الأولى، كما أن الاعتقالات التعسفية لنظام ساهمت في زيادة عدد الأيتام.
لم تكتف أسماء بالتجول بينهم وتقديم الهدايا لجميع الأطفال، فاحتضنت الكثير من الأطفال محاولة منها تعويضهم الحرمان الذي يعيشونه، لتصف زيارتها بقولها على صفحة ” رئاسة الجمهورية” وهي صفحة تنقل أخبار رئيس النظام وزوجته بقولها:” لم تؤثر الحرب على الاهتمام بهم!!”، في محاولة بائسة لتلميع صورة زوجها أمام الشعب السوري، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل حقل الشعب السوري سيقتنع بما تقول؟!.
“الدولة السورية مستمرة في رعاية الأطفال الأيتام … كونهم عنوان المستقبل المشرق” هكذا علقت وزيرة الشؤون الاجتماعية “ريم القادري”، على حضور أسماء الأسد حفل الأطفال، متناسية كيف أن المستقبل المشرق يحتاج لبنى تحتية، النظام ذاته قام بتدميرها، فقد أكد كثير من المحللين السياسيين أن سوريا تحتاج لعشرات السنين حتى تستطيع العودة كما كانت، فقد جعل نظام الأسد سوريا في آخر قائمة الدول المتأخرة.
بالنهاية استطاع النظام السوري القضاء على أحلام وطموحات الأطفال السوريين جميعا، فمن نجى من اليتم لم ينجُ من الامراض النفسية والتشرد والنزوح الداخلي أو حتى النزوح خارج الوطن، فقد أكدت منظمة اليونسيف أن 8.4 مليون طفل تأثروا بسبب النزاع الحاصل في سوريا، وأن أكثر الأطفال بحاجة لدعم نفسي فوري.
أماني العلي – المركز الصحفي السوري