بتشفٍ وروح انتقامية تتقدم قوات نظام الأسد والميلشيات الطائفية إلى ما تبقى من أحياء حلب المحترقة بعد فرض سياسة الأرض المحروقة بتكثيف الطيران الهمجي المميت والمدمر لمعالم المدينة، وسياسة الحصار والجوع لتركيع الأطفال والنساء أضعف مخلوقات الأرض.
ورغم ذلك يحاول رجال المعارضة بأسلحتهم المتواضعة وذخيرتهم الآخذة بالنفاد، التصدي للقوات المهاجمة، خاصة على مستوى حيي الشعار وطريق الباب الملاصقين لحيي جبل بدر والصاخور الاستراتيجيين واللذين خسرتهما المعارضة يوم الأثنين الماضي.
ورغم ذلك يحاول رجال المعارضة بأسلحتهم المتواضعة وذخيرتهم الآخذة بالنفاد، التصدي للقوات المهاجمة، خاصة على مستوى حيي الشعار وطريق الباب الملاصقين لحيي جبل بدر والصاخور الاستراتيجيين واللذين خسرتهما المعارضة يوم الأثنين الماضي.
والسؤال الذي يقلق السوريين ما الذي تخبئه الساعات والأيام القادمة، وهل تنذر بما هو أسوأ؟
فما تشهده حلب من مآسي ينذر بعدم اكتفاء قوات الأسد وحلفه (روسيا وحزب الله وإيران) بالسيطرة العسكرية والأمنية على المنطقة المنكوبة والمجوّعة لتركيع المدينة وتأديب أهلها العالقين داخلها منذ نحو أربع سنوات.
وفي السيّاق نفسه أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، خشيتها من أن تقوم قوات النظام والمليشيات ومسلحو قوات سوريا الديمقراطية، باعتقال وتعذيب المدنيين الفارين بأرواحهم وأرواح من بقي لهم من الأهل من خطوط المواجه، وهو ما لم تستبعده منظمة العفو الدولية في ضوء ما أسمته التاريخ الطويل والسجل الأسود للنظام السوري بالاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري.
فهل يواجه هؤلاء المدنيون المنهكون القادمون من ظلمات الحصار والتجويع ذلك المصير القاتم؟
ومع تأكيد الأمم المتحدة أن أكثر من 16 ألف مدني معظمهم أطفال ونساء أجبرتهم الهجمة العسكرية على الفرار نحو مناطق النظام، ولا يشمل العدد آلاف آخرين نزحوا داخل الأحياء الشرقية خلال الأيام القليلة الماضية، وصف برنامج الأغذية العالمي أوضاع أهالي حلب بالانحدار نحو الجحيم، فالنزوح جماعي والآلام عميقة وما تظهره الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل يكشف عن نزوح جماعي ومعنويات منهارة وأناس جياع يفترشون الأرض في البرد القارس.
حتى الدفاع المدني في شرقي حلب أعلن نفاد كامل مخزونه من الوقود ما يشير إلى خروجه عن الخدمة تماماً.
أمام هذه الأوضاع المؤلمة يكشف لنا أبو خالد أحد المقاتلين في جبهة حلب عن حزنه العميق ووصفه لحلب بالمدينة (الشهيدة) قائلاً “بذلت كل ما بوسعي مع رفاق آخرين لمساعدة الأهل في حلب.. تلك المدينة الشهيدة التي نزفت وبشدة .. آه ما شهدته لم تشهده البشرية من قبل.. كان الله في عون من بقي يصارع نظام لا يكتفي بظلمه بل يستعين بمن هم أشد منه ظلماً”.
نهاية الأمر ما بوسعنا إلا أن نقدم للمدينة التي كانت مهد حضارة وعراقة.. سوى تقديم الصلوات ورفع الدعاء الجماعي ليطول عناء السماء بتعجيل الفرج وزوال الألم.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد
فما تشهده حلب من مآسي ينذر بعدم اكتفاء قوات الأسد وحلفه (روسيا وحزب الله وإيران) بالسيطرة العسكرية والأمنية على المنطقة المنكوبة والمجوّعة لتركيع المدينة وتأديب أهلها العالقين داخلها منذ نحو أربع سنوات.
وفي السيّاق نفسه أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، خشيتها من أن تقوم قوات النظام والمليشيات ومسلحو قوات سوريا الديمقراطية، باعتقال وتعذيب المدنيين الفارين بأرواحهم وأرواح من بقي لهم من الأهل من خطوط المواجه، وهو ما لم تستبعده منظمة العفو الدولية في ضوء ما أسمته التاريخ الطويل والسجل الأسود للنظام السوري بالاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري.
فهل يواجه هؤلاء المدنيون المنهكون القادمون من ظلمات الحصار والتجويع ذلك المصير القاتم؟
ومع تأكيد الأمم المتحدة أن أكثر من 16 ألف مدني معظمهم أطفال ونساء أجبرتهم الهجمة العسكرية على الفرار نحو مناطق النظام، ولا يشمل العدد آلاف آخرين نزحوا داخل الأحياء الشرقية خلال الأيام القليلة الماضية، وصف برنامج الأغذية العالمي أوضاع أهالي حلب بالانحدار نحو الجحيم، فالنزوح جماعي والآلام عميقة وما تظهره الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل يكشف عن نزوح جماعي ومعنويات منهارة وأناس جياع يفترشون الأرض في البرد القارس.
حتى الدفاع المدني في شرقي حلب أعلن نفاد كامل مخزونه من الوقود ما يشير إلى خروجه عن الخدمة تماماً.
أمام هذه الأوضاع المؤلمة يكشف لنا أبو خالد أحد المقاتلين في جبهة حلب عن حزنه العميق ووصفه لحلب بالمدينة (الشهيدة) قائلاً “بذلت كل ما بوسعي مع رفاق آخرين لمساعدة الأهل في حلب.. تلك المدينة الشهيدة التي نزفت وبشدة .. آه ما شهدته لم تشهده البشرية من قبل.. كان الله في عون من بقي يصارع نظام لا يكتفي بظلمه بل يستعين بمن هم أشد منه ظلماً”.
نهاية الأمر ما بوسعنا إلا أن نقدم للمدينة التي كانت مهد حضارة وعراقة.. سوى تقديم الصلوات ورفع الدعاء الجماعي ليطول عناء السماء بتعجيل الفرج وزوال الألم.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد