يحل شهر رمضان المبارك هذا العام، في حين يتواصل الحصار على نحو مليون إنسان سوري، يحكم نظام الأسد حصاره على أغلبيتهم الساحقة، حيث يحاصر 16 من أصل 19 مدينة محاصرة، يمنع عنهم الغذاء والدواء؛ ما يعزز وطأة اللجوء والبؤس.
وتحاصر قوات النظام السوري ومليشيات حزب الله الشيعي اللبناني مدن مضايا، وجيرود، والرحيبة، (شمالي العاصمة)، والمعضمية، وداريا، والزبداني، (غرب دمشق)، وبلدات الغوطة الشرقية (مثل كفر بطنا، وعين ترما، ودوما، وجوبر وغيرها)، ومخيم اليرموك، والحجر الأسود، وحي التضامن، وبلدة كناكر، (جنوب العاصمة)، إلى جانب مدينتي تلبيسة، والرستن ومنطقة الحولة، بريف حمص الشمالي، وحي الوعر بمركز حمص، ( كلها تخضع لسيطرة قوات المعارضة)، وفق الأناضول.
وتطوق قوات المعارضة بلدتي الفوعة، وكفريا، شمال شرقي إدلب، إلا أنها تسمح بدخول المساعدات إليها، في حين يحاصر تنظيم الدولة، أحياء بمدينة دير الزور (شرقي سوريا).
ويعيش نحو مليون شخص تحت الحصار؛ منهم 50 ألفاً في مضايا، و325 ألفاً في الغوطة الشرقية، و40 ألفاً في المعضمية وداريا، و60 ألفاً في مخيم اليرموك، والحجر الأسود (دمشق)، و15 ألفاً في حي الوعر (حمص)، و20 ألفاً في مركز دير الزور، و25 ألفاً في الفوعة وكفريا (إدلب)، في حين لم يتسن التوثق من عدد المحاصرين بمناطق أخرى.
وقال يان إيغلاند، مستشار المبعوث الدولي إلى سوريا، في تصريح سابق، إنهم تمكنوا من إيصال مساعدات إنسانية إلى 160 ألف مدني فقط في سوريا خلال مايو/أيار الماضي، من أصل نحو مليون شخص يعيشون تحت الحصار.
ولفت إيغلاند إلى أن الوضع الإنساني في كل من “داريا”، و”دوما”، و”المعضمية” (مناطق في ريف دمشق) حرج للغاية، مضيفاً: إن “الأطفال الذين يواجهون الجوع في المعضمية سيموتون في حال لم نتمكن من الوصول إليهم”.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، أعلن مطلع يونيو/حزيران الحالي، عن وصول أولى قوافل للإغاثة الإنسانية إلى مدينة داريا، وذلك لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، إلا أن شاحنات القافلة كانت شبه فارغة، ولا تتضمن مواد غذائية ولم يسمح النظام السوري بدخول الأدوية، والمواد الغذائية للأطفال، واللقاحات.
وسبق أن منعت قوات النظام السوري، في 12 مايو/أيار الماضي، دخول قافلة إلى داريا رغم وصولها إلى أطراف المدينة وحصولها على موافقة حكومة النظام.
وصرح المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في 19 مايو/أيار الماضي، أنه “إذا لم يُسجل أي تطور بشأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا حتى مطلع يونيو/حزيران، فإننا سنلجأ إلى تقديمها عبر الجو، كحل أخير”.
وقال مساعد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، رمزي عز الدين رمزي، الخميس الماضي: “ننتظر موافقة النظام السوري لإلقاء مساعدات جواً على مناطق محاصرة لم تصلها عبر البر”، في حين تحافظ إدارتا واشنطن وموسكو على صمتهما بخصوص مسألة إنزال المساعدات جواً.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد بالإجماع، في 27 شباط/ فبراير الماضي، قراراً أمريكياً روسياً حول “وقف الأعمال العدائية في سوريا، والسماح بالوصول الإنساني للمحاصرين”.
تجدر الإشارة إلى أنّ جولة محادثات جنيف الأخيرة بين النظام والمعارضة السورية، التي جرت في أبريل/نيسان الماضي، لم تسفر عن نتائج، وأعلنت المعارضة حينها أنّ الانتهاكات المتكررة من قِبل النظام لـ”اتفاق وقف الأعمال العدائية”، الذي بدأ سريانه في 27 فبراير/شباط الماضي، أودت بالمحادثات إلى طريق مسدود.
وكانت هذه الجولة من المحادثات الرامية لإيجاد حل سياسي للحرب في سوريا، والتي تعد الثالثة، انطلقت في 13 أبريل/نيسان الماضي، لكنها تأزمت بإعلان “الهيئة العليا للمفاوضات” تعليق مشاركتها فيها في 20 من الشهر ذاته؛ بسبب تصعيد قوات النظام وحلفائه للقتال، وعدم اتخاذ خطوات على صعيد إطلاق سراح المعتقلين أو السماح بدخول المساعدات.