اعترف مساعد رئيس هيئة الأركان التركية لفنت توركقان، بضلوعه في محاولة الانقلاب الفاشلة، وصلته بمنظمة الكيان الموازي الإرهابية منذ سنين طويلة، مشيراً أنه نفّذ كافة التعليمات والأوامر الصادرة عن المنظمة على أكمل وجه، وأنه تنصّت على رئيس الأركان السابق، نجدت أوزال.
وجاءت اعترافاته هذه، أثناء التحقيق معه في النيابة العامة بالعاصمة أنقرة، حول علاقته بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت مساء الجمعة الماضية، حيث قال في جلسة الإفادة: “إنني عضو في منظمة الكيان الموازي، وإني أخدم فتح الله غولن بشكل طوعي منذ سنين طويلة، وأنفّذ كافة التعليمات والأوامر التي تصدر من قيادة المنظمة”.
وأكّد توركقان، أنه على صلة مع 3 قياديين في المنظمة، يُعرفون بأسماء مستعارة (مراد، وصلاح الدين، وعادل)، وأنه يعرف منزل مراد المطل على طريق أنقرة – قونية، مشيراً أنه كان يجتمع بالثلاثة بشكل روتيني في منزل الأخير كل شهر أو شهرين، ولا يعرف شيئاً عن عناوين وعمل صلاح الدين وعادل.
وتابع توركقان قائلاً: “كنت أعتقد بأنّ جماعة فتح الله غولن تقوم بخدمة المواطنين لوجه الله، ولم أكن أصدّق أنهم خونة وسيخونون البلد يوماً ما، واكتشفت هذا بعد محاولة الانقلاب الأخيرة، لم أقابل غولن أبداً، ولكن أدركت أنّه وجماعته أشخاص متعطشون للدماء”.
وأوضح توركقان، المولود في ولاية بورصة غربي البلاد، أنّه تعرف على منظمة فتح الله غولن الإرهابية عندما كان طالباً في المرحلة الإعدادية، وأنّ عدداً من منتسبي المنظمة كانوا يتردّدون إلى السكن الداخلي لمدرسته، ويعلمون الطلاب الصلاة، إلى أن قاموا بنقله من السكن إلى منازل المنظمة.
وأكّد أنّه دخل إلى امتحان المدرسة العسكرية عام 1989، وأنّ عدداً من عناصر المنظمة قدموا له الأسئلة ليلة الامتحان، رغم استعداده الجيد لخوضه، لافتاً أنّ المنظمة لم توجّهه إلى أي حزب سياسي، وأنه أدلى بصوته في الانتخابات لصالح حزب العدالة والتنمية، وأحزاب أخرى بحسب الأوضاع في فترة الانتخابات.
وأشار أنه أمضى عدة سنين في المدرسة الحربية في العاصمة أنقرة، وشارك في اجتماعات دورية كل شهر، مع مسؤولي المنظمة الذين كانوا يتغيرون باستمرار.
وعن عمله في رئاسة الأركان التركية، اعترف توركقان أنه كان يتنصت على رئيس الأركان السابق نجدت أوزال، على اعتبار أنه كان يشغل منصب مساعد نائب أوزال منذ عام 2011، وارتقى فيما بعد إلى منصب النائب، فور إحالة النائب الأول للتقاعد.
وفي هذا السياق، تابع توركقان قائلاً: “كنت أتنصت على رئيس الأركان السابق، إذ كنت أضع جهاز التنصت في أي مكان داخل غرفته في الصباح، وآخذه عند انتهاء الدوام، وكان الجهاز قادراً على تسجيل الأصوات لمدة 15 ساعة، وحصلت على الجهاز من أحد إخواننا يدعى مراد، كان يعمل في مديرية الاتصالات، وقال لي حينها أنهم يرغبون في التنصت من أجل جمع المعلومات، ولا يوجد شيء آخر وراء هذه العملية، إلّا أنني لم أستمع لما كان يُسجّل في جهاز التنصت”.
وأكّد توركقان أنه كان على صلة بـ “محمد أكقورت” الذي كان يشعل منصب مساعد خلوصي أكار الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان لمدة عامين، مبيناً أنّ أكقورت كان يعمل أيضاً لصالح المنظمة الإرهابية وكان يتنصت على أكار.
وتابع في هذا الصدد قائلاً: ” لم أكن أعلم ممّن كان يتلقى أكقورت تعليماته، ولكنني أعلم أنه كان مكلفاً بالتنصت على أكار، والأن لا أدري ما مصيره إلّا أنني أعلم بأنه كان مكلفاً بقتل الرئيس الثاني لهيئة الأركان، واعتقد أنّ المنظمة كانت تتنصت على هؤلاء القادة بهدف معرفة ما يدور داخل قيادة الأركان”.
وفي معرض سرده لما قام به خلال تواجده في رئاسة الأركان التركية قال توركقان: “عندما اعتلى خلوصي أكار منصب رئاسة هيئة الأركان، تابعت عملي في الهيئة كمساعد له وتخليت حينها عن القيام بعملية التنصت، وعلمت بعد عدة أشهر بأن قيادة المنظمة كلفت المساعد سرحات والمساعد شنر بهذه المهمة، وكانا يعملان لدى أكار أيضاً، وأعتقد أنّ (60 – 70) بالمئة من الضباط الذين التحقوا بالقوات المسلحة بعد عام 1990 هم من أنصار الكيان الموازي”.
ويوم الجمعة الماضية وقبيل محاولة الانقلاب، أكّد توركقان أنّ رئيس الأركان أكار التقى برئيس الاستخبارات هاكان فيدان، واستمر اللقاء لأكثر من ساعة، مضيفاً أنّ قرابة 20 من القوات الخاصة، مجهزين بالعتاد الكامل، قدموا إلى مبنى رئاسة الأركان، وعرضوا عليه المشاركة في الانقلاب، إلّا أنّ أكار رفض هذا العرض.
وأعرب توركقان عن ندمه الشديد للاشتراك في محاولة الانقلاب الفاشلة واتباعه زعيم المنظمة الإرهابية فتح الله غولن، مدعياً أنه ليس خائناً وأنه لم يطلق النار على الشرطة والمدنيين خلال محاولة الانقلاب.
الأناضول للأنباء