بيروت/باريس (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها اشتبكت مع مقاتلي المعارضة قرب حلب يوم الاثنين كما شنت طائرات حربية المزيد من الغارات حول بلدة استراتيجية سيطر عليها إسلاميون الأسبوع الماضي رغم المساعي الدولية للحد من العنف.
وقالت الولايات المتحدة وروسيا يوم الاثنين إنهما ستعملان على إحياء اتفاق “وقف الأعمال القتالية” الذي أبرم في فبراير شباط الماضي وساهم في تقليل المعارك في أجزاء من البلاد على مدى أسابيع.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقاتلين من المعارضة ذكروا أن طائرات حربية أغارت على بلدة خان طومان إلى الجنوب الغربي من حلب. واقتتل المعارضون والقوات الحكومية أيضا إلى الشرق من دمشق فيما ضربت مقاتلات بلدة معرة النعمان ومدينة إدلب اللتين تسيطر عليهما المعارضة.
وتسبب تصاعد إراقة الدماء في حلب -أكبر مدينة سورية قبل الحرب الأهلية- في انهيار اتفاق لوقف الأعمال القتالية أبرم في فبراير شباط برعاية واشنطن وموسكو. ولم يشمل ذلك الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وانهارت محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي دون تحقيق تقدم يذكر.
وقالت روسيا والولايات المتحدة في بيان مشترك إنهما ستكثفان الجهود لإقناع الأطراف المتحارية للالتزام باتفاق الهدنة.
وقال البلدان “قررنا تأكيد التزامنا مجددا (بوقف إطلاق النار) في سوريا وتكثيف الجهود لضمان تنفيذه في أنحاء البلاد.”
وأضاف البيان المشترك “نطالب جميع الأطراف بالتوقف عن شن أي هجمات بلا تمييز ضد المدنيين بما في ذلك البنية الأساسية المدنية والمنشآت الطبية.”
* مكسب استراتيجي
قلب التدخل العسكري الروسي في نهاية سبتمبر أيلول الماضي موازين القتال لصالح الرئيس السوري بشار الأسد أمام مكاسب المعارضة في غرب البلاد وبينها محافظة حلب.
لكن الفصائل المسلحة استعادت بلدة خان طومان الأسبوع الماضي في انتكاسة غير مألوفة للقوات الحكومية ومؤيديها الإيرانيين الذين تكبدوا خسائر ثقيلة في القتال. وأكد عضو بارز بالبرلمان الإيراني يوم الاثنين أسر عدد من الجنود الإيرانيين في المعارك.
وتعد حلب أحد المكاسب الاستراتيجية المهمة في الحرب التي تمر الآن بعامها السادس. وقسمت المدينة بين مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية وأخرى للمعارضة.
وذكر المرصد أن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان يوم الاثنين “كما ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومروحية منذ صباح أمس الأحد وحتى اللحظة على مناطق في بلدة خان طومان ومحيطها ومحاور قربها بريف حلب الجنوبي.”
وقال تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع دمشق إن القوات دمرت دبابة تابعة لمقاتلي المعارضة وقتلت بعضا ممن كانوا يستقلونها.
وقال المرصد ومصادر من جيش الإسلام إن القوات الحكومية وحلفاءها قصفوا مناطق على الطرف الشرقي لدمشق تسيطر عليها المعارضة واشتبكت مع مسلحين في المنطقة مضيفا أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 13 آخرون في غارات جوية على إدلب.
وأدانت السعودية الغارات الجوية على مخيم للاجئين السوريين غربي حلب الأسبوع الماضي أودى بحياة 28 شخصا وقالت إنها جزء من “حملة الإبادة التي يرتكبها بشار الأسد وقواته ضد المدنيين في سوريا.”
وقال مجلس الوزراء السعودي في بيان يوم الاثنين إن الغارات على المخيم “تعد جرائم حرب لا ينبغي السكوت عنها كما تمثل تحديا صارخا للإرادة الدولية وانتهاكا سافرا لكل القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية.”
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو الذي يستضيف اجتماعا لمعارضي الأسد في باريس إن القوات الحكومية وحلفاءها قصفوا مستشفيات ومخيمات للاجئين.
وأضاف “أنها ليست داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) التي يهاجمونها في حلب إنها المعارضة المعتدلة.”
وقال البيان الأمريكي الروسي المشترك إن موسكو ستعمل مع السلطات السورية “لتقليل العمليات الجوية فوق المناطق التي يكثر فيها السكان المدنيون أو عناصر من الأطراف المشمولة باتفاق الهدنة.”
وأضاف البيان أن القوتين ستضغطان على طرفي القتال لضمان تسليم المساعدات الإنسانية لعدد من المدن التي تسبب القتال في تقليصها بدرجة كبيرة.
وقال إيرو إن الاجتماع الذي سيعقد يوم الاثنين سيدعو روسيا للضغط على الأسد لوقف الهجمات مضيفا أن المساعدات الإنسانية يجب أن يُسمح لها بالوصول لمن يحتاجونها.
وقال لراديو آر.تي.إل قبل اجتماع لوزراء من الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات وتركيا وبريطانيا “يجب أن تُستأنف المحادثات..المفاوضات هي الحل الوحيد.”
ويعقد الاجتماع بحضور رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية.