أما في حلب، وبعدما أفشلت المعارضة المسلحة ليل الجمعة السبت، واحداً من أعنف الهجمات البرية لقوات النظام ومليشيات متحالفة معه على جبهتي حيَّي جمعية الزهراء وبني زيد بالمدينة، بدا واضحاً أن العمليات العسكرية في هذه المحافظة آخذة بالتصاعد خلال الفترة المقبلة. فعلى الرغم من إقرار الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أول من أمس الجمعة، بتكبد حزبه لخسائر بشرية كبيرة في معارك حلب منذ بداية هذا الشهر، إلا أنه توعّد بزيادة حضور مقاتلي حزبه في حلب، معتبراً أن المعركة هناك “استراتيجية وكبرى”.
وأكد مصدر في الجيش السوري الحر لـ”العربي الجديد”، أن “أكثر من أربعين عنصراً من قوات النظام قُتلوا خلال معارك الليل، بعد وقوعهم في كمين ما بين حي الخالدية وحي بني زيد في حلب، وقُتل نحو 18 آخرين على محور جمعية الزهراء”. وتحدّث المصدر عن أنّ الهجوم خلال ساعات الليل، هو “أعنف محاولة تقدم لقوات النظام والمليشيات المساندة لها على جبهة حي جمعية الزهراء، وتزامن مع قصف جوي ومدفعي تعرضت له المنطقة واستخدمت فيه قوات النظام القنابل العنقودية والحارقة”.
وبالتزامن مع هذه المعارك التي شهدتها أحياء المدينة الغربية ليلاً، دارت مواجهات أخرى في ريف المحافظة الجنوبي، إذ أشار الناشط الإعلامي نفسه لـ”العربي الجديد”، إلى “سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه، إثر وقوع مجموعة منهم في كمين نصبه الثوار على أطراف بلدة خلصة”، التي سيطر عليها مقاتلو “جيش الفتح”، مع قريتي زيتان وبرنة الأسبوع الماضي، بعد معارك استمرت نحو أربعة أيام، تكبدت خلالها المليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام هناك، خسائر بشرية كبيرة.
ويترقّب كثيرون الترجمة الفعلية للكلام الذي أدلى به الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصرالله، لناحية توجيه انتقاداتٍ ضمنية لروسيا، مدعياً أن قبولها بوقف إطلاق النار، أثّر على الوضع الميداني، كما أنه كان حريصاً على التأكيد بأن مقاتلي حزبه مع قوات النظام حاربوا لسنوات قبل الحضور الروسي في سورية.
ويعكس هذا الكلام، استياء الحزب من موسكو، التي لا تقدم له وللمليشيات العراقية والإيرانية الأخرى غطاءً جوياً في المعارك التي خسروا بها عشرات العناصر وبعض القرى في ريف حلب الجنوبي منذ بداية هذا الشهر.
ويرى رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، العميد أحمد بري، بأن “خطاب نصر الله الأخير لم يأت بجديد، سوى أن الأخير أراد رفع معنويات حاضنته الشعبية التي باتت تستقبل عشرات القتلى أسبوعياً دون رؤيتها لنتائج على الأرض، وباتت قلقة على مصير أبنائها يوماً بعد آخر، فأراد نصر الله أن يغطي على هذا التقهقر بخطابٍ يقول فيه إن المعركة حاسمة وعليهم أن يتحملوا الخسائر الكبرى”.
وحول الخلاف بين محور إيران-النظام من جهة، وروسيا من جهة أخرى، يؤكد القيادي في المعارضة السورية المسلحة في حديثه لـ”العربي الجديد”، بأنه “لا يمكننا القول بأن روسيا لا تقدم غطاءً جوياً في معارك ريف حلب الجنوبي” ولكنه غير كافٍ ولا يخدم تطلعات تلك المليشيات وطموحاتها، و”هذا بدوره يبين حجم الخلاف بين الجانبين على قيادة المعركة في حلب”. ويختم بري حديثه بالقول، إن “الجانب الإيراني ومعه مليشياته على الأرض، ينظرون إلى مستقبل سورية نظرة مختلفة تماماً عن الجانب الروسي، فإيران تسعى لتغيير طائفي في سورية يخدم مصالحها المستقبلية، والروس لديهم مصالح لا تتوافق مع ذلك، ومصالحهم السياسية المستقبلية مختلفة، لذا نرى هذا الخلاف بين الجانبين، لكنهم بالنهاية شركاء في محاربة الشعب السوري وقتله”.
العربي الجديد