بعد 14 عامًا من الغياب، يعود التوءمان ملص إلى دمشق ليقدما عروضهما المسرحية مجددًا من قلب مسرح الغرفة، حيث بدأت رحلتهما الفنية.
العودة لم تكن مجرد استئناف للعروض، بل هي لحظة فارقة تحمل دلالة تاريخية وفنية عميقة، تعكس ارتباطهما بالشارع السوري وقضاياه.
قبل الثورة، قدم التوءمان عدة عروض مسرحية مثل “مونودراما”، “تظاهرة مسرح الغرفة”، و”كل عار وأنت بخير”، التي رسخت أسلوبهما الفريد في المسرح المستقل.
ومع انطلاق الثورة عام 2011، خاضا تجربة جديدة في المسرح، حيث قدما أعمالًا تحمل الطابع الثوري أبرزها الثورة غدًا تؤجل إلى البارحة.
نشاطهما المسرحي والسياسي أدى إلى توقيفهما من قبل النظام، على إثر مشاركتهما في مظاهرة المثقفين، مما دفعهما لاحقًا إلى مغادرة دمشق بحثًا عن مساحة أكثر حرية للتعبير.
رحلتهما من بيروت إلى مصر، ثم الاستقرار في فرنسا، لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت إعادة تشكيل لهويتهما المسرحية، حيث مزجا تجربتهما السابقة مع واقع المنفى، مما منح أعمالهما عمقًا جديدًا يعكس حال السوريين في الداخل والخارج.
ومع الأيام الأولى لسقوط النظام، قررا العودة لتقديم عرض اللاجئان احتفاءا بفرحة الشعب السوري.
لكن هذه المرة كانت العودة مختلفة تمامًا، العودة إلى مكان الانطلاقة مسرح الغرفة، يعيد التوءمان تقديم عرضهما “كل عار وأنت بخير” بحلة جديدة تحت عنوان “كل عار وأنتم بخير”، محملًا برسالة حب وأمل تؤكد على ضرورة العيش معًا رغم الاختلافات، وضرورة الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بعد النصر منذرين من خطر الفرقة.
العرض مستمر حتى الخامس من حزيران في دمشق، ضمن مسرح الغرفة، ليكون محطة جديدة في تاريخ المسرح السوري ونافذة نحو مسرح وإبداع حر.