أكّد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة مرسين (MTSO) هاكان سفا تشاكير ، أن مدينة مرسين التركية تستعد للعب دور محوري في جهود إعادة إعمار سوريا، نظرًا لعلاقاتها التاريخية والاقتصادية الوثيقة مع المدن السورية وتجربتها في احتضان اللاجئين منذ إندلاع الحرب
جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها وفد اقتصادي تركي رفيع إلى العاصمة السورية دمشق برئاسة رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية (TOBB) رفعت حصارجيكلي أوغلو ، بهدف بحث آفاق التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين وتحديد مساهمة القطاع الخاص التركي في مشاريع إعادة الإعمار
الوفد الذي ضم رؤساء غرف تجارية من عدة مدن تركية بينهم رئيس غرفة مرسين، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع وعددًا من الوزراء حيث ناقش الطرفان سُبل تفعيل الشراكات الإقتصادية لاسيما في مجالات البناء والطاقة والصناعة والخدمات اللوجستية
وخلال اللقاء طرح رئيس اتحاد الغرف التركية مقترحاً بإنشاء منطقة صناعية منظمة مشتركة بين سوريا وتركيا تسمح بإنتاج سلع مخصصة للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية برسوم جمركية منخفضة أو معدومة، في إطار اتفاقيات محتملة للتجارة الحرة
وأشار إلى أن تركيا مستعدة لنقل خبراتها في مجال إدارة المعابر الجمركية والبنية التحتية الحدودية، معتبرًا أن تفعيل إتفاقية التجارة الحرة بين البلدين سيسهم في مضاعفة حركة التبادل التجاري
من جانبه شدّد رئيس غرفة مرسين هاكان سفا تشاكير على أن مرسين كانت من أولى المدن التركية التي استقبلت اللاجئين السوريين في بدايات الأزمة واليوم تتهيأ لتكون من المدن الرائدة في مساندة سوريا بمرحلة ما بعد الحرب
وأوضح تشاكير أن مرسين تملك بنية اقتصادية قوية ومتنوعة ، تشمل قطاعات الزراعة والصناعة والصحة والتعليم والنقل ، وقد تم عرض هذه الإمكانيات على الجانب السوري خلال اللقاءات الرسمية
كما دعا إلى منح مدينة مرسين تمييزًا إيجابياً في العقود والمشاريع الاستثمارية داخل سوريا، تقديرًا لدورها الإنساني في إحتضان مئات الآلاف من السوريين طوال سنوات الحرب ، مشيرًا إلى أن صورة مرسين لدى السوريين إيجابية ويُنظر إليها كمدينة موثوقة وفاعلة
وتأتي هذه الزيارة في إطار الانفتاح المتسارع بين أنقرة ودمشق بعد تغيّر المعادلة السياسية في سوريا ، حيث تسعى شركات تركية إلى تثبيت موطئ قدم لها في السوق السورية والمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار ، بالتنسيق مع الحكومة السورية الجديدة
واختُتمت اللقاءات بالتأكيد على تشكيل فرق عمل فنية لبحث آليات التعاون بشكل تفصيلي وتحديد المشاريع ذات الأولوية، سواء في النقل والبنية التحتية أو في تنشيط القطاع الخاص السوري ، بدعم مباشر من المؤسسات الاقتصادية التركية
ووفق تصريحات الوفد فإن المرحلة المقبلة قد تشهد إطلاق مشاريع مشتركة ، مدفوعة بزخم إقتصادي تركي واضح واستعداد سوري للإستفادة من الخبرات والنماذج الناجحة وفي طليعتها نموذج مرسين الاقتصادي