بعد عشرة أيام من تهجيره للمعارضين من مدينة التل في ريف دمشق الشمالي الغربي، بدأ النظام السوري في تقطيع أوصال المدينة، وفي زيادة مضايقاته للمدنيين، إذ أجبر طلاب المدارس على الخروج في مسيرة مؤيدة.
وقالت الناشطة وئام الشاهر، لـ”العربي الجديد”: “إن قوات النظام بدأت في تقطيع المدينة إلى أجزاء عبر نصب الحواجز، إذ تثبت حاجزا في منطقة البانوراما، وأقامت مفرزة للأمن السياسي هناك، كما وضعت حاجزا آخر في منطقة السحرا عند جامع الفرقان”.
وأوضحت الناشطة أن “قوات النظام انتشرت في كامل أنحاء المدينة، ووزعت عناصرها على الأحياء حيث يشكلون حواجز متنقلة، توقف المدنيين، وتفتشهم، وتطلب منهم إبراز الهوية الشخصية، كما تداهم بعض المنازل بين الحين والآخر بحجة البحث عن أسلحة”.
واعتبرت الشاهر أن “كل تدابير النظام حتى الآن مخالفة لبنود الهدنة، والاتفاق الموقع مع لجنة المصالحة في المدينة، إذ ينص الاتفاق على عدم دخول قوات النظام إلى المدينة إلا بمرافقة اللجنة، لكن ما يحصل هو العكس تماماً، واللجنة لا زالت تلتزم الصمت”.
ووفق الشاهر “أجبر النظام طلاب المدارس والموظفين على الخروج في مسيرة مؤيدة. كما أجبروهم على الهتاف بشعارات مؤيدة للنظام السوري، بالتزامن مع زيارة محافظ النظام في ريف دمشق إلى المدينة، واستمرت المسيرة عدة ساعات”.
وعن تسوية أوضاع الذين رغبوا بالبقاء في المدينة، رأت أن “النظام السوري سجل قرابة 10 آلاف اسم ممن ستسوى أوضاعهم، ووضعوا تحت الإقامة الجبرية في مدينة التل، ومنعوا من الخروج”.
وأكدت الشاهر أن “حواجز النظام في محيط المدينة لا زالت تغلق الطرقات، ولا زالت تمنع دخول المواد الغذائية والطبيّة إلى المدينة، إلا عن طريق عملائها، كما أنها لم تصلح حتى الآن أعطال شبكة الكهرباء، أو تفعّل المشافي والمستوصفات المتوقفة عن العمل”.
ويذكر أن مدينة التل تضم قرابة 700 ألف مدني، نزح معظمهم من مناطق أخرى في سورية بسبب المعارك والقصف الجوي من قوات النظام والطيران الروسي.
وشهد يوم الثاني من الشهر الجاري تهجير ألفي شخص من مدينة التل إلى ريف إدلب، بينهم 500 مقاتل من المعارضة المسلحة بسلاحهم الخفيف، تنفيذا لاتفاق فرضته قوات النظام على المعارضة، بعد حصار المدينة والتصعيد العسكري ضدها. وينص الاتّفاق على تهجير عدم الراغبين في إقامة تسوية مع النظام السوري.
العربي الجديد