وسيم عيناوي-القلمون
كما هو حال مدن ريف دمشق الخارجة عن سيطرة النظام السوري, يدخل حصار مدينة التل شهره الرابع مخلفا مزيدا من الضغط على السكان بينما يراه ناشطون وسيلة لدفعهم للقبول بمطالب لوح بها النظام مرارا، تتضمن إخراج المسلحين، ليحكم سيطرته على كامل مدن القلمون الغربي.
ولم يشهد أبو خالد، وهو نازح من الغوطة الشرقية إلى التل منذ سنتين، أياما صعبة كتلك التي يعيشها اليوم, حيث يبذل جهدا مضاعفا لتحصيل قوت يومه, بسبب ارتفاع الأسعار وندرة الغذاء.
وقال المواطن للجزيرة نت إن نقص الدواء وخاصة للأمراض المزمنة هو “المأساة الكبرى” التي يعانيها سكان المدينة بعد منع إدخاله من قبل حواجز النظام، فضلا عن إغلاق العديد من الصيدليات بسبب الحصار.
مليون نسمة
وأوضح الناشط الإعلامي في التل أحمد البيانوني أن مدينة التل التي تحوي ما يزيد على مليون نسمة من أهاليها والنازحين تعيش أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها, حيث أغلق أكثر على 75% من محلاتها التجارية، وأصاب الغلاء الفاحش كل ما تبقى من أغذية مخزنة عند التجار.
وأضاف أن الوقود أصبح شبه معدوم في المدينة مما يصعب التنقل في مدينة تتميز بتلالها الوعرة، مشيرا إلى صعوبة توفير مستلزمات التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأكد البيانوني أن فقد الطحين وحليب الأطفال دفع فرع الهلال الأحمر في مدينة التل ومعظم المنظمات الخيرية لدق ناقوس الخطر بعد نفاد مستودعاتهم، خاصة أن معظم السكان من النازحين الفاقدين لمعيل, مؤكدا أن النداء لم يلق استجابة منذ ثلاثة شهور.
وكانت “التل” من أولى المدن التي خرجت عن سيطرة النظام في الثورة، حتى دخلتها قوات النظام في يوليو/تموز 2012 إثر معركة كبيرة سقط فيها عشرات القتلى، ليستقر الوضع بعد مناوشات على انسحاب الجيش الحر لداخل المدينة وتطويقها من قبل النظام بعشرات الحواجز.
مدينة التل يقطن فيها نحو مليون نسمة تحت الحصار (الجزيرة)
حملة ممنهجة
وعزا قائد إحدى كتائب للجيش الحر في التل ويدعى “أبو حازم” سبب الحصار لرغبة النظام بإعادة سيطرته على المدينة دون خوض معركة، كي لا يخسر جنودا كما حدث عام 2012، فهو يضغط على الأهالي ليقبلوا بإخراج الجيش الحر.
وقال أبو حازم إن معظم سكان المدينة من عوائل الثوار، ويشكلون حاضنة كبيرة للمعارضة هناك، فلن يقبلوا بخروج أبنائهم.
وأضاف أنهم حاولوا طيلة الفترة السابقة تجنيب التل أي أحداث عسكرية، وذلك بالتزامهم حدود المدينة وعدم الاعتداء على نقاط عسكرية للنظام كي تصبح التل مأوى آمنا للنازحين، حيث تنحصر مهمة الكتائب في ضبط الأمن.
وأشار أبو حازم إلى مخاوف المقاتلين من أي اقتحام بالقوة، الأمر الذي يحاولون تجنبه، مضيفا أنه في حال بدأ النظام بهذا الهجوم البري فلن يترك أمامهم سوى الدفاع المسلح مع محاولة حماية السكان حتى إيجاد مخرج آمن لهم.
الجزيرة نت