ناشد أهالي بلدة كفربهم جنوب حماة حكومة النظام، لوضع حد لمعاناتهم من مخلفات معمل صناعة الاسمنت الذي يفتك بمحاصيلهم الزراعية، ويهدد حياتهم بالأمراض والأوبئة وفي مقدمتها مرض السرطان بسبب تهالك المعدات وإهمال تحديثها من قبل المسؤولين.
مظاهرة للأهالي وعقد اجتماع لتخفيف الاحتقان
اجتمع محافظ حماة محمد طارق كريشاني بحضور معاون وزير الصناعة أسعد وردة قبل يوم بحسب صحيفة الوطن، مع وفد من أهل قرية كفربهم للتخفيف من احتقان الأهالي بسبب مخلفات معمل صناعة الاسمنت الذي يصفونه بمعمل صناعة الموت، والذي يبعد عن منازلهم أمتارا قليلة ينشر الأبخرة والغازات السامة والأتربة منذ ٣ سنوات على مرأى ومسمع المعنيين، دون وضع حد للمعاناة التي أدت إلى تفشي مرض السرطان.
و خرج الأهالي حسب موقع كفربهم أول أمس في مظاهرة احتجاجية أمام البلدية، لإيصال معاناتهم رغم الوعود المتكررة بحسب مسؤولي النظام بالعمل على تخديم أقسام المنشآت الصناعية الثلاثة بالمعدات المتطورة منذ سنوات، تخللها تشكيل وفد برفقة رجال دين وعدد من مسؤولي النظام بالقرية للقاء المحافظ، الذي طالب نقلا عن مجلس المحافظة أعضاء المكتب التنفيذي بحصر نسب التلوث ووضع فلاتر قماشية ضمن قسم الكسارات، لاحتواء التلوث من جملة وعود سابقة كان آخرها بحسب بلدية القرية في آذار تكليف وزارة الصناعة لجانا بتركيب الفلاتر في كانون الماضي.
٢٤ طنا من المخلفات يوميا جعلت القرية بالمرتبة الأولى بالإصابة بمرض السرطان
وصل عدد إصابات مرضى السرطان في القرية بحسب اختصاصي الأشعة ومن قاطنيها الطبيب نزار نصار إلى ١٧٠إصابة، من ضمنها وفيات بالمرض منذ سنوات، مبينا بأن إهمال الوضع الصحي وتدارك نشر المواد الكيميائية السامة من حكومة النظام جعل القرية بالمرتبة الأولى في مناطق سيطرة النظام بالإصابة بالسرطان، التي تنوعت بين سرطانات مختلفة بالجسم في مقدمتها سرطان ابيضاض الدم و أورام الجهاز الهضمي و أورام الجهاز التنفسي و البروستات، وصولا إلى سرطان الجلد.
وأشار نصار إلى أطنان المخلفات يوميا ومخاطر ترسب الانبعاثات الصادرة بالمياه الجوفية مما جعل الأهالي يفكرون بالهجرة للخارج بسبب تفاقم وضع المشكلة الصحية.
وحوّل المعمل نقلا عن شبكة البعث آلاف الدونمات الزراعية الخاصة بالأهالي إلى مستنقعات من الغبار وهباب ثاني أكسيد الكربون، مع نشر المنشأة نقلا عن المصدر بحسب مسؤول لم يسمه أكثر من ٢٤ طن يوميا بأجواء القرية والقرى المجاورة، تمتد لمسافة ٢٠ كيلو مترا بحسب صفحات القرية عن المهندس البيئي محمد إسماعيل، مبينا أن الأهالي القاطنين على هذه المسافة لايمكنهم التملص من مخاطر الأمطار الحامضية، وغاز أحادي أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين السامة.
حرمت الأهالي بحسب رئيس البلدية قيصر سمعان من الزراعة وفي مقدمتها القمح، وحولت شوارع القرية إلى وجهة لشاحنات نقل البازلت دون أدنى اهتمام بوضع الشوادر لحماية المارة، وأكوام الأتربة التي باتت تتكدس من سيارتهم رغم المطالبات بتحويل طريقها خارج القرية، وعدم الاستجابة لحملة زراعة الأشجار بمحيط المعمل للتخفيف من مخاطر التلوث رغم الاستعداد لتأمين اليد العاملة.
واعتبر أن تفاقم وضع المشكلة بسبب عجز القائمين على إدارتها وإيجاد الحلول ومنع الاستعانة بخبرات مركز البحوث العلمية، وجمعية المخترعين و طلبة الجامعات.
كما اتهم نائبه مخلص حنتوش الشركة بعدم الاكتراث بسلامة القاطنين، بذريعة تعطل فلاتر التنظيف بسبب تراخي وزارة البيئة بإلزامهم بتشغيلها رغم مخاطر التلوث، كما بيّن مدير البيئة في حماة سامر الماغوط أن المحافظة تتحمل جزء من المسؤولية لإهمال الوقوف على المشكلة ضمن أربعة كتب مرسلة بالعام ٢٠٢١.
رغم مخاطرها إلا أنها تخضع للتقنين
عزا مدير عام شركة صناعة الاسمنت ومواد البناء التابع للنظام بحماة الطيب يونس، تفاقم وضع الانبعاثات بسبب برنامج تقنين التيار الكهربائي عن المعمل، موضحا توقف الفلاتر عن العمل بمجرد انقطاع الكهرباء دون أدنى اهتمام بوضع الشبكة رغم المعاناة، منوها بسبب الكلفة المالية وعدم الإقبال على المناقصة المعلن عنها أكثر من مرة للمستثمرين “نعجز عن تركيب فلاتر قماشية بكلفة ٧ مليارات”.
وحسب المصدر من المقرر أن تباشر شركة إيرانية عن طريق وزارة الصناعة في حكومة النظام بالتوقيع على العقد لصيانة فلاتر التنظيف، في موقف عدّه متابعون بأنه يمهد الطريق أمام طهران للاستحواذ عليها.
تقرير خبري – نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع