«القدس العربي» ـ محمد البلوط
«هربت من القهر من مدينتي اللاذقية ومررت بمحطات لم تزدني إلا قهراً»، هكذا وصف وليد ما حصل معه في طريقــــه إلى السويد.
وليد الشيخ شاب أعزب، 33 عاما، سوري من منطقة الصليبة في محافظة اللاذقية، خرج بعد القتل والاعتقالات في المدينة ليصل في البداية إلى ليبيا، التي لم تكن أفضل حالا من سوريا.
يقول «الشيخ» في حديث خاص وعلى وجهه ملامح القهر: «عشت عاماً من القهر والعبودية كوني لاجئا سوريا، فقد كنت أعمل بمهنتي في البناء، وغالبا ما يؤخذ حقي، وتتم معاملتي بالإهانة».
وليد كغيره من السوريين الذي سلكوا طريق الموت عبر البحر في قارب صغير من ليبيا وصولا إلى إيطاليا، لتحط به الرحال في السويد، يبين «كنت أعتقد أنني سأكون أفضل حالا ولطالما سمعت عن السويد، وأنني سأعيش حياة أفضل وأنه نستطيع العمل، وبعد وصولي إلى هناك وحصولي على حق اللجوء، لم أجد عملا سواء في مهنتي، أو في أي شيء، لم أتوان عن البحث عن عمل لكن عائق اللغة وصعوبة التعايش في مجتمع جديد يختلف كل الاختلاف عن مجتمعاتنا زاد من هذه الصعوبة، وجعلني أندم».
يتابع «جميع اللاجئين يتقاضون مرتبات من مكتب العمل أو الشؤون الاجتماعية مقابل الذهاب لتعلم اللغة والمشاركة في نشاطات تساعد على التعايش والانخراط في المجمتع، لكن وليد وغيره من الشباب لايعتبرون هذا الشيء كافياً لسد حاجيات الحياة ومتطلبات العيش وبناء مستقبل لهم بعد أن تركوا كل شيء خلفهم في سوريا».
وما يعيق وليد أكثر هو تنقله من منزل إلى آخر، وعدم إيجاد مسكن له في ظل الأزمة الخانقة في مدينة مالمو جنوب السويد، فهو يسكن مع شباب سوريين.
يخرج وليد أحياناً ليتجول في الطرقات ليبحث عن عمل، وفي أحد المرات جرى الاعتداء عليه في محطة القطار من قبل شخص خارج عن القانون وأشهر السكين في وجهه، وسرعان ماجاءت الشرطة وتداركت الموقف، وتبين أن الشخص كان متعاطيا للكحول، ونجا وليد من هذا الاعتداء حسب قوله.
يختتم وليد بقوله «أتمنى أن أجد عملا ومسكنا في ظل الأعداد المتزايدة من المهاجرين، فالحكومة السويدية تعمل جاهدة لإندماج اللاجئين في المجتمع، والعيش سوياً بعيداً عن العنصرية والتفرقة بين الجميع»