لن أكتب عن مدينة حماة التاريخية وآثارها العمرانية وأنها كانت مملكة الأيوبيين ومنطلق حروبهم ضد أعداء الإنسانية، ولا أنها بلد الأدباء والشعراء والمحدثين القدماء والمعاصرين، فقد كنا نشير كل عام يأتي فيه شهر فبراير إلى شيء من ذلك عندما كنا نذكر العرب والمسلمين وأحرار العالم أجمع بمجزرة حماة في 2/2/1982م من القرن الماضي حيث نفذ حافظ أسد جريمته الكبرى باستباحة حماة حتى جرى نهر العاصي فيها بالدماء وقتل أكثر من سبعة وأربعين ألفا من المدنيين على ما وثقه الحقوقي المعروف د. هيثم المالح، وهام النساء والأطفال والشيوخ على وجوههم يبتغون القرى والعراء مأوى لهم، إضافة إلى اعتقال أكثر من ثلاثين ألف إنسان ثم قتلهم في السجون من الرجال والنساء والشباب والشابات الذين عانوا الأمرين حينها.
لقد تذكرت وجموع أهل الضمائر الحية أول أمس وأنا أرى على القنوات المجازر الشنيعة البشعة في ريف مدينة حلب في بلدة رتيان وقرية حردتنين حيث تم ذبح النساء والأطفال والرجال والشيوخ بكل حقد طائفي من قبل العصابة الحاكمة وأذنابهم من الإيرانيين وجنود ما يسمى حزب الله وذلك كما فعلوا في بداية الشهر ووسطه من مجازر صادمة في حمورية ودوما والزبداني بريف دمشق، وكذلك في ريف درعا، ولكن الله تعالى أيد الثوار على قلة العتاد فحرروا في حلب وريفها حندرات والملاح وكل المناطق المهمة استراتيجيا وقتلوا وأسروا العشرات من جنود التتار وهولاكو الجدد الذين كان رفعت الأسد أخو حافظ شجعهم في حماة لاحتلالها مع أن حماة لم تحتل ليلة واحدة من جحافل الصليبيين، وقد استبيحت حتى آخر شهر فبراير وكان الثوار يقاتلون ويدافعون بكل بسالة ضد الطائرات والدبابات الغادرة.
هذا، ولأن مجزرة حماة مرت دون حساب قضائي ولا أي تدخل دولي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومراكز حقوق الإنسان تجرأ المجرم بشار أن يعيد المذابح والمجازر في كل سوريا ومازال الشعب السوري يثور ويجاهد وتعزيته على الدوام (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون..) النساء 104، أجل فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار. مازال الأسد الصغير كما أبوه قبله يقوم بتنفيذ مخطط الصهاينة لحماية كيانهم وهذا ما أكده مدير العلاقات الدولية في مؤتمر ميونخ الأخير عن السلام الدولي حين قال: كنا نتعاون مع حافظ أسد ولا نستطيع أن نتصور أننا نعيش دون الأسد! هكذا قال آفي برتمور المدير الصهيوني. هذا ولعمق العلاقة مع شيعة العراق وإيران الروافض شارك حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر دافوس وقال: يجب أن يبقى بشار في سوريا، وقال روحاني: إذا بقي الأسد ستستقر سوريا، وقال وكيل خارجيته عبداللهيان: إذا ذهب نظام الأسد فهناك خطر على الصهاينة، ولذا أكد رئيس ألمانيا السابق وهو مع الشعب السوري أنه إذا رحل الأسد فسيعمل الثوار على تحرير القدس! فهل فهمت الحكاية؟!.
الشرق القطرية
د. خالد حسن هنداوي