عاد سلاح العجز من جديد، فقد صعّدت طائرات النظام الحربية من غاراتها الجوية بالصواريخ على بلدات ريف حمص الشمالي؛ رداً على عجزها العسكري في التصدي لتقدم المعارضة ومن أبرز تلك الغارات تلك التي استهدفت مدينة الرستن فحققت نصيباً من الدمار ومجزرة بحق الأبرياء من الأهالي المستضعفين، إذ أزهقت أرواح العديد منهم وخاصة الأطفال (ربيع المستقبل).
يكشف أبو حسن(45 عاماً) “لقد أصبحنا في نظر النظام الأسدي كالخواريف، كل ما جاع أو غضب بيرسل طائرات الحقد والموت ويذبح أكبر عدد ممكن من الأهالي المسالمين، يلي هنن ميتين أصلاً من الجوع والمعاناة، وكأنه لا يعلم أن الله لا يغفل عن ما يصنع الظالمون”
وبعد الإفراغ من غارات الحقد وتوجه الدفاع المدني في الرستن 18/5/2016 الأمس وبجهود شاقة مبذولة تم انتشال ثلاثة عشر شهداً من تحت الأنقاض باستهداف أحد الملاجئ بصاروخ فراغي كانوا يختبئون في داخله والجميع من عائلة واحدة (التركماني).
يصرخ أبو محمد أحد سكان الحي (50 عاماً) بأعلى صوته “الله لا يوفقهن.. مسحوا عيلة كاملة من على وجه الأرض.. حسبي الله لا أريد أن أبكي حزناً.. أريد فقط أن أغيب عن هذه الدنيا وألحق بمن أحببت”.
يقول أحمد (20 عاماً) ساهمت مع رجال الانقاذ في إسعاف الأطفال المصابين.. ما زالت أصوات بكائهم، وصرخات الخوف والرعب لا تفارق مخيلتي.. فقلبهم الصغير لا يحتمل الألم.. ومع محاولات البحث عن الضحايا استطاع الرجال انتشال طفلة صغيرة تدعى( روان التركماني) يا له من منظر دفنت الطفلة تحت الركام ما أودى بحياتها قبل أن تدفن تحت التراب كانت روان ذات السنتين من العمر قد فارقت الحياة وهي لم تكن بالأصل عاشت أيام طفولتها”.
عداك عن الأشلاء المتناثرة من جراء قوة الصواريخ المدمرة والأشلاء التي دفنت بالركام واعتبر أصحابها ضحايا مجهولين أخرج ما تم إخراجه وجمعت الأشلاء لتدفن بلا شاهدة ولا ضريح.. فهم أبناء حمص الأبية رمز الصبر والتحدي ونشهد لهم نحن السوريين بهذا الصمود اللامحدود.
ولا ننسى صرخات المصابين وآهات الثكالى وآلام الموجوعين حيث يكشف أبو عبد الرحمن (35 عاماً) لقد غصت المشفى بالمصابين والضحايا وكان أنين المصابين يجرح القلب ويملئ الصدر بالحزن، ومع إسراع الكادر الطبي بالعلاج إلا أن الإصابات بالغة وتتطلب المزيد من العناية والكثير من الصبر”
علماً أن قصفاً مماثلاً تعرضت له مدينة الرستن بالأمس بعدة غارات جوية أوقع أربعة شهداء وعدداً كبيراً من الجرحى أغلبهم من الأطفال تم نقلهم إلى المراكز الطبية التي تغص بالجرحى.
دمدم أبوعبد الرحمن “مدينتنا شبعت من العنف والدمار.. شبعت من تلك العيون التي تشخص من الخوف.. تعبت وتعب جوفها من جثامين الأبرياء.. لكن من بين الموت والدمار وصوت هدير الطائرات وحقدها حتما ستلمح الحرية وسيقول الأمل صبراً سوف ننتصر.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد