جهد كبير، سهر وتعب، لحظات عصيبة فرح وحزن، دقائق وساعات عاشها متطوعو الدفاع المدني على مدى ستّ سنوات لمساعدة المدنيين، بذلوا الجهد والدّم وكل ما يملكون ليكملوا مهامهم وعملهم الإنساني، ليصلوا ما وصلوا إليه.
يقف ” عبد السلام ” دافعاً بظهره إلى الجدار المتهالك ويعقد يده اليمين فوق يده اليسار ليبدأ حديثه معي قائلا ” شاهدت إجرام كان يمارسه النظام السوري بالمدنيين وانعدام الإنسانية وابتعادهم كل البعد عن الإنسانية وتحويل الدفاع المدني لعناصر تابعة للنظام ضد المدنيين، لهيك تركت العمل معهم عام 2012″.
يجلس عبد السلام على صخرة قريبة رافعا نظره إلى السماء ” التحقت بصفوف الدفاع المدني السوري سنة 2015 لما شفتهم عم يقدموا أرواحهم بكل إخلاص وأمانة لإنقاذ المدنيين العزّل من إجرام النظام السوري والروسي “.
بادرت سؤالي عن أصعب موقف شهده خلال عمله، فبدأ عبد السلام يصف المشهد وأصعب اللحظات التي عاشها قائلا ” رغم الخطورة التي كنا نتعرض لها أثناء إنقاذ أرواح الناس من تحت الأنقاض، لكن ننسى هي المخاوف عندما نستطيع إنقاذ شخص واحد، لا أنسى بشهر 11 عام 2019 وصلنا نداء مؤازرة على بلدة معرة حرمة نتيجة قصف الفريق المستجيب براجمة صواريخ، في يومها استشهد شب وتصابوا 2، طلعنا إلى المكان لإنقاذ زملائنا، شاهدت عبد السلام انتابه شرود مفاجئ لتسقط دمعة غادرة على خديه، مسح دموعه وأكمل حديثه ” وقبل ما نوصل لعندهم ب 20 متر كمان استهدفونا وتصاوبنا نحنا كمان، وصار بدنا حدا يسعفنا، كان يوم صعب كتير، لما انتقلنا من منقذ لشخص لازمو حدا يسعفوا” .
يختتم عبد السلام كلامه بعدما عادت إليه ذكريات سنوات عديدة من الألم والفقد والعذاب، ” نعد أهلنا في كل مكان سنبقى يد العون لهم ونقدم أنفسنا وأرواحنا لبناء سوريا وإعادة الأمن والسلام لأهلنا، ولن نتخلى أبدا عن مبادئنا وشعارنا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ” .
بقلم : سهير إسماعيل