أعلنت فصائل سورية عدة، من بينها حركة أحرار الشام وقوات الشهيد أحمد العبدو، عن دعمها المطلق لدعوة المجلس الإسلامي السوري؛ إلى تشكيل وزارة للدفاع في الحكومة المؤقتة، لتوحيد الفصائل في جيش وطني واحد.
وترافقت الدعوة التي أطلقها المجلس، الذي يضم علماء دين مؤيدين للثورة السورية، مع دعوة مماثلة أطلقها رئيس الحكومة المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري، جواد أبو حطب.
وأوضح الناطق الرسمي باسم المجلس الإسلامي السوري، حسان الصفدي، أن الدعوة تأتي “لمواجهة التحدي القائم أمام المعارضة، والذي لا يمكن التعامل معه بهذه الفصائلية”.
وأضاف لـ”عربي21“: “لا بد من عمل عسكري قادر على جمع شتات الفصائل تحت راية جيش وطني؛ بقيادة مركزية تضع الخطط على مستوى كل التراب السوري”، مؤكدا أن الدعوة جاءت بالتشاور مع بعض الفصائل الكبرى ومع الحكومة المؤقتة.
وعن الخطوة القادمة، لا سيما بعد إعلان عدد من الفصائل عن تأييدها للدعوة، قال الصفدي: “على المستجيبين لها الجلوس إلى طاولة الحوار المشترك، لكي يصنعوا مشروعهم بأنفسهم بناء على قناعات مشتركة”.
وحول دور المجلس في هذه الجلسات، أوضح الناطق باسمه أن دوره هو “دور الميسّر والراعي والشاهد”، مستدركا بالقول: “لكن المجلس ليس فريقا من فرقاء التفاوض؛ لأنه ليس جهة عسكرية ولا سياسية، وإنما جهة شرعية مرجعية”.
وبشأن حظوظ نجاح هذه الدعوة التي سبقتها دعوات مماثلة كثيرة، رأى الصفدي أن “الثوار يعلمون بأن الثورة في مأزق، وهي تمر بمرحلة عنق زجاجة، بعد أن تآمر عليها غالبية الدول، وباتوا يدركون أنه لا يمكن الخروج من هذا المأزق دون التوحد”، وفق تقديره.
واعتبر أن هذا الشعور يعزز من احتمالية نجاح هذه الدعوة، مستدركا: “لكن هذا لا يعني ضمان النجاح، وليس هناك شيء مضمون النتائج في العمل العام”.
وكان سياسون ومراقبون تحدثوا عن أن الدعوة هذه جاءت ردا على مبادرة “الإدارة المدنية” التي دعت إلى تشكيلها “هيئة تحرير الشام” في مدينة إدلب الشهر الماضي.
وتعليقا على ذلك، رفض الصفدي مقارنة دعوة المجلس الإسلامي بمبادرة “الإدارة المدنية”، وقال في هذا الإطار: “نحن نتحدث عن مبادرة عسكرية متكاملة لكل الجغرافية السورية، وليست في مدينة محددة”.
وهاجم الصفدي، في هذا الصدد، مبادرة هيئة تحرير الشام؛ قائلا: “لقد أطلقها عسكريون استئصاليون حتى النخاع، لا يريدون حتى التلاقي مع الاختلاف الفكري في الصف الإسلامي، وهم غلاة”، على حد وصفه.
وزاد في هذا الصدد: “مبادرة الإدارة المدينة مشروع (أبو محمد) الجولاني الذي ولد ميتا، ولا يمكن أن يكتب له النجاح، وهو مشروع للهروب للأمام”، وفق تقديره. وعاد ليتحدث عن أهمية التوحد في سبيل الظفر بمكتسبات الثورة.
من جانبه، أشاد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري الحر، العميد أحمد برّي، بدعوة المجلس الإسلامي السوري، متمنيا اجتماع كل الفصائل السورية على قرار واحد.
وقال برّي في تصريحات لـ”عربي21“؛ إن الحكومة المؤقتة الحالية التي يترأسها جواد أبو حطب لا تضم وزارة للدفاع، “وهذه الوزارة من أهم الوزارت التي يجب العمل على تأسيسها، في ظل الحروب التي تشهدها الأراضي السورية”.
وحول تصوره للمرحلة القادمة، بعد إعلان الفصائل عن تأييدها للدعوة، قال إن “غالبية الفصائل تريد بدء العمل والجلسات للمضي قدما بهذا المشروع”، متسائلا: “لكن هل الرؤية التي تضمن تحقيق التوحد فيما بين الفصائل موجودة”، على حد قوله.
يذكر أن الدعوة للتوحد فيما بين الفصائل ليس الأولى من نوعها، لكنها بحسب مراقبين “الأقرب للنجاح” مع إعلان كبرى فصائل المعارضة عن تأييدها، مع تقلص المساحة التي تسيطر عليها الفصائل في الأشهر الأخيرة.
عربي 21