مجلة الحدث العدد الثالث والعشرون “تموز/يوليو” مدن ثائرة
ارتبط اسم مارع بأذهان السوريين على مدى سنوات الثورة واسمها الذي يعني السهل الذي تكثر فيه المراعي كثر فيه الرجال اللذين أبوا إلا أن يسيروا ويركبوا سفينة الثورة نصرة لأهل سوريا المظلومين.
مدينة مارع التي تقع شمال مدينة حلب بنحو 35 كيلو متر والذي يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد وحقبة الأسكندر المقدوني وسماها العثمانيون دفتردار لأنها كانت مركزا للنفوس في المنطقة.
كانت المدينة من أوائل المدن التي انضمت إلى ركب الثورة في 22 نيسان عام 2011 خرج أهلها يهتفون بالحرية ويناصرون أهلهم في درعا وحمص وبانياس ليبدأ النظام كعادته قصفها بالأسلحة الثقيلة واستطاع شبابها تحريرها من قبضة النظام في نهاية 2011 لتبدأ رحلة الحرية مع بقية المدن السورية, وفي عام 2012 اقتحمتها قوات النظام وأوغلت فيها قتلا لشبابها وحرقا لبيوتها وانسحبت منها تحت مقاومة عنيفة من أهلها.
وفي شهر آب من عام 2015 حاول تنظيم الدولة اقتحامها إلا أن ثوارها كانوا له بالمرصاد فالأرض أرضهم والعرض عرضهم والمدينة لهم وهم لها وفي نهاية العام حاولت قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام وتنظيم الدولة السيطرة عليها إلا أن رجالها تأبى مرات ومرات بأن المدينة ستبقى حرة.
عندما يسمع أي سوري باسمها ستسترجع ذاكرته المجاهد عبدالقادر الصالح الملقب بحجي مارع الذي يعتبر قائد المظاهرات في شمال حلب وكان قد عمل على تشكيل لواء التوحيد وبعد تأسيسه للثورة في الشمال استشهد حجي مارع متأثراً بإصابته نتيجة قصف الطائرات الحربية التابعة للنظام على مدرسة المشاة نهاية 2013 لتنتهي حكاية البطل وتبدأ حكايات أبطال آخرين قاوموا النظام طوال سنوات الثورة ووصل نضالهم إلى الحدود اللبنانية نصرة لأهالي القصير.
كسائر المدن الثائرة تبقى مدينة مارع رمزا من رموز الثورة في حلب خاصة وفي سوريا عامة توقد مشاعل الحرية في كل يوم ليستضيء بها الثوار اليوم وينهلوا من دروس البطولات والتضحية التي قدمها حجي مارع وأبناء مدينته
#المركز_الصحفي_السوري ــ خاطر محمود