عندما يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سلطة البيت الأبيض، سيواجه عدداً من تحديات الأمن القومي من تنظيم “داعش” إلى روسيا، ولكن أولى تلك التحديات قد تكون قضية كيف سيتعامل قادة الجيش الأمريكي مع القائد العام نفسه.
هناك التحكم المدني بالجيش وهناك الولاء اللا-متنازع عليه لأي رئيس. ولكن ترامب يدخل البيت الأبيض بعد سلسلة من الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية التي تشمل احتمال إصدار أوامر للجيش بالقيام بأفعال غير قانونية.
وكانت إحدى القضايا التي أثارت جدلاً واسع النطاق هي رغبته في استخدام أسلوب التعذيب “الإيهام بالغرق” مع المشتبه في صلتهم بالإرهاب، وهو تكتيك يُقيد فيه المعتقل، ثم تُوضع قطعة قماش في فمه، ويُغطى وجهه ثم يُسكب الماء على رأسه مما يُشعر المعتقل بأنه يغرق، وهي إحدى وسائل التعذيب المحرمة دولياً من قبل منظمات حقوق الإنسان.
وتشمل وعود حملة ترامب الانتخابية التي تقلق بعض القادة والجنود مفهوم القصف مع عدم مراعاة سقوط ضحايا من المدنيين وأخذ إمدادات النفط العراقي، وأيضا الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي.
وأشار السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بيتر كوك، الخميس الماضي، إلى أن جميع القوات الأمريكية يجب عليها عدم اتباع الأوامر غير القانونية. وأوضح أن القوات والقادة يتوقعون بأنهم لن يُطلب منهم القيام بذلك. إذ قال كوك رداً على سؤال لـCNN: “لا أعتقد أن علينا حتى مناقشة ذلك الآن .. لن يحصلوا على أمر بانتهاك القانون.”
ولكن CNN تحدثت مع عدد من كبار الضباط الحاليين الذين أبدوا رأيهم عن إمكانية مواجهة هذه المسألة في إدارة ترامب. إذ قال العديد منهم إن خطة تعاملهم مع القضية في حال وقوعها هو شرح مفصل لم قد يخالف الأمر القانون، والعمل على إدخال المحامين العسكريين المعنيين مباشرة في أي نقاش للتوضيح.
وإذا لا زال القائد يصر على أمر غير قانوني، فإن التحدي عندئذ سيكون ما إذا كان عليهم الاستقالة. ورغم ذلك، قال مسؤول عسكري رفيع المستوى، إن كبار القادة من ذوي مستوى أربع نجوم لن يستقيلون من مناصبهم أبدا. إذ سيُنظر إليه على أنه تخلي عن القوات للتعامل مع هذه المشكلة. عوضاً عن ذلك، قال المسؤول، إن القائد من فئة أربع نجوم سيرغم الرئيس ترامب على تسريحه علناً.
CNN