توسعت دائرة الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الموالية للنظام في مدينة طرطوس الساحلية بحق المؤيدين للنظام السوري، حيث تتحدث مصادر إعلامية موالية للنظام عن قيام هذه المليشيات بجرائم قتل بهدف السلب والسرقة، إضافة إلى مصادرة أملاك بقوة السلاح.
وتصف المصادر الإعلامية الموالية هذه المليشيات بـ”المافيا” و”المرتزقة”، متهمة من أسمتها “الجهات المختصة” بالتواطؤ معهم.
وفي إحدى الحالات، تحدثت صفحات موالية على وسائل التواصل الاجتماعي عن قيام مجموعة تابعة لمليشيا “الدفاع الوطني” بالاعتداء على أحد تجار السمك في وضح النهار، مع مطالبته بتسليمهم الشاحنة الخاصة به (براد)؛ بذريعة أنهم يحتاجون إليها في معاركهم ضد من وصفوهم بـ”الإرهابين”، إلا إن صاحب الشاحنة رفض تسليمهم إياها، فقام أحد عناصر المجموعة بإشهار مسدسه وقتل التاجر، قبل أن تستولي المجموعة على الشاحنة وتغادر المكان.
وعلق “علي إبراهيم” بأن هذه المجموعات مُحصنة بشكل كبير من قبل الأفرع الأمنية في مدينة طرطوس، ومناط بها مهمة حراسة الأماكن الحيوية تحت مسمى “اللجان الشعبية”، مشيرا إلى أنهم يقومون بهذه الأفعال بعلم علي مهنا وعمار الحجي، مسؤولي مليشيا الدفاع الوطني في المدينة. علي إبراهيم اتهم رؤساء الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد بأنهم شركاء هذه المليشيات في الأرباح.
وقال “عمران”، في تعقيب على إحدى الصفحات الموالية حول ما تعيشه طرطوس: “هؤلاء كانوا قبل سنوات بائعي دخان في كراج طرطوس، لكنهم اليوم أصبحوا من (أصحاب) رؤوس الأموال، حتى إنهم يفرضون على أصحاب الأراضي الزراعية تسليمهم نصف المنتج من المواد الغذائية، وفي حال الرفض فإما أن تتم عملية تصفيتهم أو إحراق أملاكهم، وكل ذلك تحت مسمى الجيش ومقاتلة المسلحين”، على حد وصفه.
عشرات التعقيبات والشتائم انهال بها موالون للأسد على ما ترتكبه مليشيات “الدفاع الوطني” في مدينة طرطوس، عكست حالة من التوتر ومدى الاستياء من الحالة التي وصلت إليها المدينة.
وكتب أحدهم: “نعاني نحن أبناء طرطوس من حالة تشبيحية غير مسبوقة من قبل جماعة “الدفاع اللاوطني”، سرقات وقتل وتشليح رغم انتشار عشرات الحواجز الأمنية في المدينة، هؤلاء وحوش ومافيات ومرتزقة، وأنصح المافيا الروسية والإيطالية بالقدوم إلى مدينتا لإجراء دورات خبرة في مجال التشليح والقتل بدم بارد”.
أما “فراس علي” فكتب قائلا: “من غير المعقول ما يحصل في طرطوس ومصياف، مرتزقة الدفاع الوطني يقتلون ويسرقون أملاك الناس، ثم تأتي الدوريات الأمنية لحراسة المشفى في المدينة بعدة دوريات حتى لا يدخل أفراد هذه الجماعات إلى المشفى وينهون حياة من نجا من رصاصهم”، على حد وصفه.
وسائل إعلام موالية أشارت بدورها إلى أن هذه الحالات تتكاثر وتتنامى في المدينة وسط فلتان أمني غير مسبوق، مطالبة حكومة النظام السوري بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية ضد من وصفتهم بـ”الخارجين عن القانون”، كما طالبت بتحويلهم إلى القضاء، وسحب الأسلحة التي بحوزتهم، وإنهاء خدمتهم في المليشيات.
عربي 21