أغلب حالات الانتحار شيوعا بين اللاجئين السوريين تلخصت في السنوات الماضية، بين قسوة الظروف المعيشية في بلدان اللجوء مثل لبنان والأردن، أو عدم الحصول على الإقامة الدائمة، وبالتالي عدم إمكانية لم الشمل للعائلة بعد مسلسل طويل من المعاناة والانتظار وخسارة كل ما يملكه من مدخرات للوصول الى الجنة الموعودة، وخاصة عندما تتكشف صعوبات كثيرة في التعامل مع الظروف الجديدة، وضرورة تعلم لغة جديدة، وإشكاليات ذلك مع تزامن حالة الانتظار من أجل لم الشمل، وبداية التعلم لهذه اللغة، وصعوبات الحصول على عمل بسبب مجموعة من العوائق وأهمها ظاهرة النزعات العنصرية في بعض الأحيان بمواجهة اللاجئين في أوربا وفي البلدان العربية والاسلامية .
أدت هذه الظروف المعقدة والقاسية لوجود صدمة ثقافية وحضارية وآثار نفسية غير متوقعة، مما زاد الطين بلة، كما يقولون بالأمثال،
ويزداد القلق والتوتر مع حالات الترحيل القسري في بلدان اللجوء، وبالتالي انعدام الأمن و الاستقرار، وإحساسهم بأنهم قاموا برحلة هروب خطيرة يصعب نسيانها إلى واقع خيل لهم أنه أفضل بكثير من ظروفهم، ومعاناتهم في سورية، بسبب قيام نظام ديكتاتوري استبدادي يقوم بالقتل والتدمير والتهجير القسري
ولابد من الوقوف أمام حالة انتحار الشاب “رشيد صبري معمو” ، من سكان عفرين، في مدينة “برغن” في “النرويج” ، حيث أن ظروفاً مختلفة دفعت الشاب للانتحار
كما تحدث أحد المقربين منه: “أن سبب انتحاره أنه تقدم لخطبة فتاة وعند وصولها للنرويج تم إعادتها إلى بلد أوربي آخر بسبب البصمات ، وعند عودتها للبلد الآخر قامت بالزواج من شاب آخر،
وتركت “رشيد” بعد أن قدم لها كافة المصاريف لقدومها إلى النرويج، وهي بالأصل ديون تراكمت عليه، ولأنه لم يتحمل الصدمة النفسية، والعصبية التي نتجت عن اصطدام القيم الثقافية والمعرفية التي تعلمها وبين حالة خيانة هذه القيم والتخلي عنها دون مراعاة لأية مشاعر أو عواطف، أو أحاسيس، مشتركة بين الطرفين ولذلك أقدم الشاب على الانتحار إثر تلك الصدمة وإنهاء حياته.
إن لعنة الموت تطارد السوريين سواء بالقصف، أو القتل، أو الاعتقال، أو بسبب التغيرات الجديدة في القيم والمفاهيم
مهما اختلفت أسباب الموت وطرقه ولكن الموت واحد.
حلا إبراهيم – المركز الصحفي السوري