“الطريق إلى القدس يمر عبر دمشق” لن ينسى السوريون هذه العبارة الشهيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله اللبناني “حسن نصرلله” في أحد خطاباته الرنانة التي سبق وأن توجه بها إلى أنصار الحزب في لبنان والعالم, وفي كل مرة يلقي بها خطابا جديدا, يعود ويؤكد على مبدأ المقاومة والممانعة التي يتبناها حزبه ومن خلفه “إيران” الراعي الرسمي لهذا الحزب الذي يتخذ من الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية “بيروت” معقلا له.
لذلك يستمر الحزب بترداد راويته المشروخة ” الحزب مقاوم لإسرائيل وأعداؤه عملاء”, من دون أن ينتبه للدلائل والوثائق والأحداث التي أكدت في كثير من التقارير قيام حزب الله بأعمال تجارية “مافيوية” بالاشتراك مع بعض الشركات الإسرائيلية ولا سيما في مجال تجارة المخدرات, فضلا عن أن الحزب يحارب الثوار جنبا إلى جنب مع النظام السوري وبدعم كبير من روسيا الاتحادية, التي اعتبرت “إسرائيل” بمثابة الشريك الاستراتيجي لروسيا في منطقة الشرق الأوسط!, إضافة إلى التماشي الكبير لسياسة الحزب مع سياسة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بحربهم جميعا على “الإرهاب”!.
كل هذه الأوراق التي باتت مكشوفة تعبر عن زيف شعار المقاومة والممانعة التي يرفعها الحزب, ورغم ذلك لا يخجل الحزب في المُضي قدما في التأكيد على أنه العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”.
لكن من المفارقات المضحكة أن يلجأ الحزب وحلفاؤه دائما إلى إتهام قوات المعارضة السورية, ولا سيما تلك الفصائل الجهادية التي تحمل فكر القاعدة بالتواطؤ والتعامل مع العدو الصهيوني! مبررا لنفسه التدخل العسكري السافر إلى جانب النظام السوري لارتكاب المجازر البشعة بحق أبناء سورية عن طريق القصف والحصار والتجويع.. وأخيرا التهجير.
حيث نقلت صحيفة “الديار” اللبنانية” المقربة من الحزب خبرا عن لسان النائب في مجلس الشورى الإسلامي في إيران ” جواد قدوسي”, كشفت فيه عن “اقتراب إبرام صفقة “إسرائيلية” مع حزب الله للإفراج عن أسرى “إسرائيليين” على مستوى عال وقعوا بقبضة الحزب خلال تلك معارك بريف حلب الجنوبي منتصف شهر أيار المنصرم, إضافة إلى أسرى من فرنسا ودول أوروبية أخرى شاركت في تلك المعارك, وفق تعبيرها”.
وأضافت الصحيفة “كلام قدوسي أكد ما كانت سربته مصادر صحافية في بيروت في شهر أيار المنصرم, حين أماطت اللثام عن وقوع أكثر من “صيد ثمين” في شباك حزب الله بمعارك ريف حلب الجنوبي, عبر عملية نوعية نفذتها فرقة خاصة من الحزب ضد غرفة عمليات في معقل “جبهة النصرة”, أفضت إلى أسر ضابطين من الاستخبارات الفرنسية والأمريكية كانوا ضمن مشغلي الغرفة المذكورة, لكن المعلومات التي لفتت حينها إلى طلب أميركي عاجل من تل أبيب التدخل لإنقاذ المختطفين, لم تشر إلى أسرى “إسرائيليين” ضمن المجموعة التي تم أسرها, إلا أن مصدرا صحفيا ألمانيا كشف النقاب عن وقوع أسيرين “إسرائيليين” ضمن المجموعة التي تم أسرها في قبضة حزب الله, أحدهما برتبة مقدم”.
وقد عززت الصحيفة اللبنانية موقفها من حادثة الأسر مستدلة على ذلك بالواقعة التي دفعت “إسرائيل” سريعا إلى التدخل عبر تسديد غارة جوية على الحدود اللبنانية-السورية, ضد ما اعتبرته استخباراتها “قافلة للحزب تنقل أسراها باتجاه الداخل اللبناني”.
إذن لماذا لا يلجأ الحزب إلى الإعلان عبر وسائل إعلامه عن حادثة الأسر أم أنه يريد فقط إعادة بث رواياته المخادعة عن التزامه بمبدأ “مقاومة الاحتلال الإسرائيلي” عبر تسريبات غير دقيقة من الأبواق الصحفية المتحالفة معه؟.
يضاف إلى ذلك أن هكذا تسريب من شأنها أن يطرح تساؤلا آخر, إن كانت إسرائيل تدعم الفصائل المعارضة ضد النظام وحلفائه, فلماذا لا تستخدم نفوذها داخل الكونغرس للضغط على الإدارة الامريكية بتوجيه ضربة عسكرية “لنظام الأسد وحزب الله” على الأراضي السورية؟!
وهل تجازف إسرائيل بإرسال ضباطها إلى مستنقع الحرب السورية ليحاربوا جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة الجناح العسكري لتنظيم القاعدة في سورية؟! ..تسريبات مضحكة ولن تنفع الحزب بتلميع صورته الملطخة بدماء السوريين.
المركز الصحفي السوري- فادي أبو الجود