تكثفت التحركات الدولية وتصريحات زعماء ودبلوماسيي دول كبرى في أعقاب إعلان الأمم المتحدةتعليق المحادثات السورية التي انطلقت يوم الجمعة الماضي بين النظام السوري والمعارضة في جنيفبـسويسرا.
وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ألقى باللوم في تعليق المحادثات على رفض الحكومة السورية التعاون مع موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأضاف أن تكثيف العمليات العسكرية الروسية يستهدف استفزاز المعارضة السورية.
من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغانأنه لا جدوى من المحادثات ما دام قتل الأطفال مستمرا. ونقل عنه موقع الرئاسة التركية أنه لا يمكن إجراء محادثات سلام بينما تواصل روسيا غاراتها في سوريا.
وجاءت هذه التصريحات عقب إعلان دي ميستورا تعليق المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة حتى 25 فبراير/شباط الحالي.
جولة ثانية
أما روسيا التي واصلت عملياتها العسكرية المساندة للنظام السوري منذ بدء المفاوضات الجمعة الماضي، فقد أعربت عن “أسفها” لتعليق المفاوضات، مشيرة إلى أنها تتوقع جولة ثانية “صعبة” من المحادثات.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بسكوف للصحفيين “نأسف لهذا التطور، لكن لم يكن أحد يتوقع أن تجري الأمور بطريقة بسيطة وسريعة”، وأضاف “نأمل أن يتضح قريبا متى ستتواصل المفاوضات”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأضاف “اتفقنا على الحاجة لمناقشة سبل تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا”.
وفي كلمة بمستهل مؤتمر للمانحين لسوريا في لندن، قال كيري إنه تحدث مع لافروف الذي اتفق أيضا على ضرورة إيجاد سبيل لإيصال المساعدات الإنسانية للطرفين.
وأضاف أن روسيا عليها مسؤولية الوفاء بتعهدها للأمم المتحدة بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووقف الهجمات على المدنيين السوريين.
وعلى هامش افتتاح المؤتمر نفسه الذي تستضيفه بلاده، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مواصلة العمل “رغم الصعوبات” للتوصل الى حل سياسي في سوريا.
وقال كاميرون “لن نتمكن من بلوغ حل طويل المدى للأزمة في سوريا إلا مع انتقال سياسي، وعلينا مواصلة العمل في هذا الاتجاه رغم الصعوبات”.
كاميرون (يسار) مع بان كي مون في افتتاح مؤتمر مانحي سوريا (الأوروبية) |
اتهامات
يشار إلى أن كلا من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا اتهمتا أمس الحكومة السورية وحليفتها روسيا بالسعي إلى حل عسكري للأزمة في سوريا وتقويض جهود السلام، فيما حملت الهيئة العليا للمفاوضات النظام السوري فشل محادثات جنيف.
وقال كيري أمس إن الهجمات المستمرة للقوات الحكومية السورية بدعم من ضربات جوية روسية ضد مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة تشير إلى نيتها السعي إلى حل عسكري وليس حلا سياسيا للصراع.
يذكر أن قرار تعليق هذه المفاوضات جاء بعيد إعلان جيش النظام تحقيقه تقدما في شمالي سوريا أتاح له فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين وقطع طريق الإمداد الرئيسية على مسلحي المعارضة فيحلب.