لا نعرف، لماذا تسعى بعض الدول الإقليمية وخصوصا تلك التي فرضت حصاراً جائراً على دولة قطر الشقيقة بإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر بشكل فوري؟ هل من يطالب بإغلاق القاعدة التركية في قطر يعرف مبادئ القانون الدولي؟ وماذا تعني السيادة الوطنية لدولة عضو في الأمم المتحدة؟ التعاون العسكري التركي القطري كفلته كل المواثيق والأعراف الدولية. ولذلك، لقطر الحق أن تطلب العون والمساندة سواء من أشقائها أو حلفائها، ولا يحق لأي دولة التدخل في شؤون الأخرين.
لم يكن التعاون العسكري القطري التركي وليد اللحظة، بل كان هناك اتفاقيات بين دولة قطر وتركيا منذ فترة مبكرة، والكل يعرف ذلك. فلماذا يطالبون قطر في هذه المرحلة الحرجة بإغلاق القاعدة التركية؟ ما الذي يدور خلف الأكمة؟ ماذا يريدون من دولة قطر العربية؟ عجيب أمر هؤلاء القوم! يطلبون النجدة من فرنساء وبريطانيا وأمريكا لحمايتهم، ويحرمونه على قطر!
صحيح أنّه عندما أحست دولة قطر أنّ هناك من يحاول المساس بسيادتها، وأمنها القومي، لم تتوان في تنفيذ اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة تركيا المسلمة. طلبت قطر النجدة من دولة مسلمة، ومن أحفاد عبد الحميد الثاني، الذي دافع عن مقدسات المسلمين، حتى آخر لحظة في حياته، بعكس العرب، الذن عقدوا اتفاقيات سلام مخزية، ومحزنة، ومهينة في نفس الوقت مع دولة الكيان الصهيوني، ولا زالت بعض الأنظمة العربية تحاول أن تتقرب من دولة إسرائيل. لقد راهنت قطر على أشقائها في تركيا، وربحت الرهان. وهو ما لم تكن تتوقعه دول الحصار. كانت دول الحصار تعتقد أن قطر سترضخ لشروطهم الجائرة والظالمة، وفي أسرع وقت. لم يكونوا يتوقعوا أن الرئيس أردوغان سيلبي طلبات حلفائه القطريين، الذين وقفوا معه في وقت المحن، وما الانقلاب الفاشل والمشؤوم ضد دولة تركيا المسلمة العام الماضي منا ببعيد. يعرف الكل ذلك الانقلاب الفاشل والمخزي وكيف شاركت بعض الأطراف العربية فيه.
لن ينسى أبناء قطر ومعهم الشعوب العربية المغلوبة والمقهورة ذلك التصريح الشهير لوزير دفاع دولة تركيا المسلمة حين قال: إنّ بلاده كانت وستبقى إلى جانب المظلومين في أنحاء العالم كلّه، مؤكداً أنّ تركيا لن تخيّب آمال الدول التي تنتظر المدد والعون منها.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة لماذا نستنكر هذا التعاون النبيل بين تركيا وقطر، بينما، لم يُستنكر التعاون العسكري بين فرنساء والإمارات؟، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. كلنا يعرف أنّ الشقيقة الكبرى طلبت العون من 11 دولة عربية لكي يدافعوا عن أمنها القومي، وحدود بلادها الجنوبية. طلبت الشقيقة الكبرى العون من 11 دولة من أجل التصدي لمليشيات الحوثي وصالح. لم يستنكر أحد ذلك! بل كانت قطر أول من ساعد المملكة العربية السعودية. علاوة على ذلك، كلنا يعرف كيف تم إنشاء القاعدة الفرنسية في دولة الإمارات، التي تحمل اسم: معسكر السلام. وتم إنشاؤها بطلب من دولة الإمارات. فهل هو حلال للشقيقة الكبرى، ودولة الإمارات وبعض الدول العربية الأخرى أن يطالبوا التدخل لنصرتهم متى ما شاءوا، وحرام على دولة قطر العربية. ولذلك، نؤكد أن تواجد الجيش التركي في الجزيرة العربية هو لحفظ التوازن في الجزيرة العربية. لم تستفز تركيا أحدًا وأكدت أن هذه القوات هي لحماية أمن المنطقة كلها، وليست موجهة ضد أحد.
ختاما، نؤكد أن دولة قطر العربية تدفع الثمن اليوم، لا لشي، إلا لأنّها وقفت في الجانب الصحيح من التاريخ. وقفت قطر مع تطلعات الشعوب العربية المقهورة، ومن يقول غير ذلك فهو ينكر الحقائق. قطر كانت ولا زالت وستظل بإذن الله واقفة الى جانب المقهورين، وهذا قدرها. هل تعرف الدول المحاصرة لدولة قطر أن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج يقفون بجانب قطر في هذه الظروف العصيبة. لن تفرط الشعوب العربية في قطر، بل ويكفي قطر فخرا، أنّها قالت لا للظلم. أكدت قطر أنّها ضد التطرف الإسلامي بشتى أنواعة، ولكن يجب أن نفرق بين مفهوم الإرهاب ومفهوم المعارضة السياسية..
نأمل أن تنفرج الأزمة بين الأشقاء في الخليج وأن تعود المياه إلى مجاريها في القريب العاجل.
ترك برس