لايخفى على أحد ما يمر به نظام الأسد ومؤسساته من حالة تخبط اقتصادي خلال الأشهر الماضية والتي بانت ملامحها خلال الأيام القليلة الماضية، فلا بنزين ولامازوت ولاكهرباء مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.
لم تتمكن المعارضة السورية من كسر النظام من خلال المعارك على الأرض، فحلفاء النظام كروسيا وإيران كانوا ولايزالون يقتلون الشعب السوري بأعتى أنواع الأسلحة دفاعا عن مصالحهم في سوريا لكن لطالما استطاعت الولايات المتحدة وأوربا ذبح المنظمات والدول من خلال الاقتصاد فهو السلاح الأخطر في هذا العالم.
بدأ المواطنون في دمشق وحمص وحلب حماة واللاذقية وطرطوس بمناشدة النظام ومؤسساته لانقطاع الغاز منذ عدة أشهر لتقوم وزارة النفط التابعة له بعدة تصريحات اعتبرها المواطنون بمثابة مسكنات ألم إلا أن تلك التصريحات لم تغير شيئاً في واقعهم وبقيت اسطوانة الغاز مفقودة، استمرت طوابير الناس تتزاحم بازدحام تصريحات مسؤولي النظام لكن المواطنين اكتشفوا أن النظام يراوغ ويكذب فأين هي روسيا الغنية بالغاز وأين نفط إيران المكبل من قبل أمريكا، حتى العراق وحكومته لم يستطع إرسال النفط للنظام بل وطبق قرارات أمريكا فلا أحد يجرؤ على ارتكاب المخالفة.
وفي كانون الثاني الماضي صوّت مجلس النواب الأمريكي على تفعيل قانون سيزر من أجل فرض عقوبات جديدة على حلفاء النظام في مجالات الطاقة والنقل الجوي، وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا القرار سيفرض عقوبات على كل من يتعامل مع النظام وسيطال أجهزة المخابرات ومصرف سوريا المركزي.
تلك العقوبات تستهدف إيران أكثر من النظام لكن ماالمانع فقد يقع عصفوران بحجر واحد فالولايات المتحدة هي المسيطر ولديها كلمة الفصل اقتصاديا وحتى الدول الأوروبية وشركاتها توقفت عن مشاريعها لدى إيران وحليفها النظام .
قانون سيزر والذي سمي نسبة لعسكري سمى نفسه سيزر انشق عن النظام عام 2014 حاملا معه أكثر من 50 الف صورة لأكثر من 11 الف معتقل سوري قضوا تحت التعذيب على أيدي المخابرات في معتقلات النظام لتسمي الولايات المتحدة حزمة من عقوباتها على ايران والنظام والذي مددته الولايات المتحدة لعشرة سنوات أخرى.
اليوم في مناطق سيطرة النظام ترى السيارات متوقفة في الشوارع لاحول لها ولاقوة فهي بحاجة للبنزين ولا بنزين لدى النظام فحقول النفط شرق سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة لكن النظام يعتمد على بعض المهربين لتنقيطه بالمازوت والبنزين فضلا عن ارتفاع المازوت والغاز ما زاد من ارتفاع أصوات المواطنين هناك وغضبهم الذي تعج به مواقع التواصل الاجتماعي فيما لايزال النظام مصرا على قتل السوريين في مناطق سيطرة الثورة بالسلاح وقتل السوريين في مناطق سيطرته جوعا .
ظهر عجز النظام ماليا خلال الأشهر الماضية منذ بداية العام الحالي عندما كان سعر صرف الدولار الامريكي يقابل 490 ليرة سورية ليرتفع اليوم ويتجاوز 550 ليرة للدولار الواحد.
وينتظر السوريون المظلومون انهيار اقتصاد النظام وبالتالي انهياره بعد عجز الروس وإيران عن تقديم العون له ماليا، فيما ثروات سوريا وزعت بين القطبين امريكا وروسيا ومخطئ من ظن أن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا دون شفط النفط وترك السلة من دون عنب.
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود