توصلت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الائتلاف الوطني السوري إلى وقوع تجاوزات عديدة من قوات “حماية الشعب” ضد السكان المدنيين في منطقة تل أبيض، تنوعت بين إرسال رسائل تهديد عبر الاتصالات الهاتفية، أو صفحات التواصل الاجتماعي من أشخاص محسوبين عليها مثل صفحة (خابات علي-khabat Ali) وهو ابن رئيس الإدارة المؤقتة للمجلس المحلي الكردي في تل أبيض حيث نشر قوائم المطلوبين لدى قوات “الأسايش”.
في أماكن عديدة تم الاستيلاء على الآليات والمواشي والمحاصيل الزراعية، وسرقة المنازل، وكتابة عبارات عنصرية ضد العرب على الجدران.
إن أغلب عمليات النزوح الجماعي حدثت قبل دخول قوات الحماية إلى هذه القرى بسبب التهديدات التي كانت تصلهم، وبسبب الأخبار المروعة عن الانتهاكات المرتكبة قبل فترة وجيزة في ريف الحسكة، لكن مع هذا فقد حدثت عمليات تهجير قسرية لعدد من القرى العربية والتركمانية تحت وطأة السلاح، حدث هذا في قرى العيساوية، عبدي كوي، الثورة، باب الهوى، الضبعة، المنكلّي، مدلج، وقره شرف، ووصل الأمر في قرية “زحلة” جنوب مدينة تل أبيض، والتي كانت فارغة من الرجال تماما، ولم يكن فيها إلا النساء والأطفال حيث هجّرتهم قوة مسلحة مكونة من سبعة عشر مسلحاً وخمس سيارات بطريقة مذلّة حيث أمشوهم حفاة إلى أن وصلوا قرية “بوز الخنزير” المجاورة.
كان آخر عمليات التهجير القسري ما حدث في قرى حمام التركمان حيث هجّر أهلها بشكل كامل، والناس تتحدث أنها خطة عند قوات الحماية لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، وإقامة دولة كردية على هذه الأراضي.
طلبت اللجنة من قوات الحماية السماح لها بدخول منطقة تل أبيض لمعاينة الواقع، وزيارة الأماكن التي تحدث عنها الشهود، والوقوف على حجم هذه الانتهاكات، لكن تكرر رفض هذا الطلب رغم انتظار اللجنة عند المعبر الحدودي عدة أيام، وهو ما عزز مخاوف النازحين وأدى لامتناعهم عن العودة إلى منازلهم رغم فتح المعبر، حيث دخل في اليوم الأول الاثنين الموافق في 22 حزيران 2015 ما يزيد عن ألفي نازح، لكن بعد انتشار خبر منع اللجنة من الدخول تناقص العدد بشكل كبير جدا في الأيام التالية.
إن الائتلاف الوطني يطالب الأمم المتحدة بإرسال بعثة تحقيق دولية بشكل فوري لدخول مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، والوقوف على حقيقة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحماية الشعبية، كما يطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
يطالب الائتلاف الوطني كذلك بالسماح للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بالتجول في منطقة تل أبيض لنقل الصورة للعالم ليقف على حجم المأساة والضرر الذي لحق بالمدنيين العزّل.
كما يطالب الائتلاف أيضاً بالسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية لتخفيف المعاناة التي تزداد يومياً في منطقة فقيرة جداً وتفتقر لأبسط مقومات الحياة.
من جهة أخرى يطالب الائتلاف قوات التحالف الدولية بتحييد المدنيين في مناطق الصراع، وعدم الوقوع في فخ البلاغات الكيدية الكاذبة عن وجود تجمعات للإرهابيين لقصفها، وهي في حقيقة أمرها تجمعات للمدنيين المسالمين، وقد تكرر تهديد قوات الحماية للسكان أنهم في حال عدم مغادرتهم قراهم، فإنهم سيعطون إحداثيات منازلهم لطيران التحالف ليقصفها بحجة أنها مقرات للإرهابيين.
المصدر: الإئتلاف