أعلن وزير المصالحة “علي حيدر” التابع للنظام عبر صحيفة الوطن الموالية، أن نسبة النصابين الذين يبتزون الناس بموضوع المصالحات انخفضت كثيرا عن السابق، بينما قال نقيب المحامين السوريين ورئيس لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس الشعب: إن النقابة رفعت دعاوى مسلكية بحق محامين ابتزوا المواطنين في هذا الموضوع وطلبوا منهم أموالاً كبيرة.
وأكد “حيدر” أن النسبة انخفضت نظرا للجهود المبذولة من قبل المحافظين والتنسيق بين وزارة العدل والداخلية ووزارة المصالحة، وأن هنالك عدة أشخاص يدعون أنهم من لجان المصالحة، بينما هم في الواقع يحاولون استغلال المواطنين وتقاضي مبالغ كبيرة وبالأخص في موضوع المخطوفين والبالغ عددهم بحسب ماأفاد حيدر 15 ألف شخصا في مختلف أنحاء سوريا، والعدد مرشح للزيادة بسبب حالات الخطف شبه اليومية.
رغم أن حيدر وصف أولئك الاستغلاليين بالنصابين، إلا أنهم في الواقع محميون من طرف النظام، ولولا ذلك ما تجرأوا على المغامرة وخوض هذه التجربة بالأخص في مناطق سيطرته، لأنها تؤمن لهم ربحا وفيرا لهم ولداعميهم من الضباط والعسكريين، والهدف من لجنة المصالحة بحسب زعمهم التنسيق بين أهالي المخطوفين أو المعتقلين بغية فك أسرهم ومعرفة الجهة الخاطفة للتفاوض معهم، وتشرف أيضا على عملية إجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة وعملية تبادل الأسرى، بالإضافة لدورها في تسوية أوضاع من يسميهم النظام المسلحين الذين غرر بهم للوقوف ضد الدولة ومحاربتها، بعد العفو الذي صدر عنهم مقابل تسليم سلاحهم.
وكالعادة أقوال وتصريحات مسؤولي النظام من يسمعها للوهلة الأولى يظن أن الحرب في سوريا شارفت على النهاية، وأنهم يحاربون الفساد والمفسدين، ويتخذون بحقهم العقوبات اللازمة ليكونوا عبرة لمن يعتبر، إلا أن الواقع ينافي ذلك وبشهادة كل سوري يعيش تحت رحمة النظام، فالفساد واستغلال المواطنين بات واضحا وبالعلن وبدعم من كبار المسؤولين.
تروي لنا أم عبد الكريم قصتها مع أحد المحامين:” ابني معتقل في أحد سجون النظام بتهمة التظاهر ضد الدولة، واستدليت على محام للتواسط مع لجنة المصالحة لإخلاء سبيله، وطلب مني مبلغا وقدره 3 ملايين ليرة سورية مقابل ذلك، وأكد لي أنه فور حصوله على المبلغ سيؤمن خروج ابني من السجن، لكن كما يقال العين بصيرة واليد قصيرة، حاولت مع غيره دون فائدة، أصبحنا في زمن انعدمت فيه الأخلاق والنخوة، ولا أحد يقدم لك خدمة دون مقابل”.
ومع تفاقم الأزمة السورية، نلاحظ ارتفاع حوادث الاعتقال والخطف، والتي يترافق معها الابتزاز والاستغلال، في وقت يصرح حيدر بانخفاضها، يعلق عمر من ريف حماه بغضب حول التصريح:” حاج تضحكو علينا قال لجنة مصالحة، إذا الواحد بس بدو يعرف مكان المعتقل بأي فرع بيدفع الي فوقو والي تحتو، ولسا بتقولولي عمل إنساني وعم تحاسبوا المبتزين، حاج أصلا ماوصلنا لهون ألا من تحت راس الطمع والجشع الي معبي قلوبكم”.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد