إلياس خوري – القدس العربي
أن لعبة حافظ الأسد وصلت إلى نهايتها المنطقية، مشيرا إلى أن سوريا الأسد تتلاشى وتتحول إلى محمية إيرانية، وإلى ساحة صراع إقليمي وحشي، تبدو معه الحرب اللبنانية وكأنها كانت مجرد تمرين بدائي على الحرب السورية، ولفت الكاتب إلى أن نظام الأسد خلف قناع السلطة المطلقة كان أسير توازنات إقليمية دقيقة تبدأ بالسعودية وتنتهي بايران، موضحا أنه عندما قرر النظام، بقيادة الابن غير المجرّب، الانقلاب على جزء من تحالفاته السابقة، بدأت مرحلة سقوطه، التي جاءت الثورات العربية لتعلن حتميتها، وبعد أن نوه إلى أن العملية الإسرائيلية في الجولان، كشفت وجود قادة من الحرس الثوري الإيراني إلى جانب “حزب الله” في المنطقة، وبدا وكأن “حزب الله” قرر أن يقلب المعادلة في سوريا والمنطقة عبر اشعال جبهة الجولان بالمقاومة، أبرز الكاتب أن الإعلان عن وجود الجنرال قاسم سليماني في الجنوب السوري، بصفته قائدا للهجوم الشامل على مواقع المعارضة السورية المسلحة في المنطقة، سرعان ما بدد هذا الاحتمال، مبينا أن الجنرال الإيراني لم يأتِ لقيادة المقاومة ضد إسرائيل، بل أتى لقيادة إحدى معارك الحرب السورية، معلناً أن من يشارك في حرب أهلية طائفية يفقد قدرته ورغبته في مقاومة الاحتلال، وأكد الكاتب أن مسار تحويل سوريا إلى ورقة ساهم فيه جميع الفرقاء الإقليميين والدوليين، من دول الخليج إلى تركيا والولايات المتحدة، مشددا على أن المسؤولية الكبرى التي أوصلت سوريا إلى هذا المسار هي مسؤولية النظام، الذي تصرف منذ اندلاع الثورة الشعبية بصفته مافيا، وجعل من قواته المسلحة أشبه بجيش احتلال أجنبي، وخلص الكاتب إلى أن سوريا الأسد قد انتهت، والذي وقّع وثيقة النهاية هو بشّار الأسد بنفسه، عندما استدعى الميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وإيران لتقاتل السلفيين الجهاديين الذين أطلق العدد الأكبر من قادتهم من سجونه.