يستمرّ النقاش اللبناني حول التسوية التي يقودها زعيم تيار “المستقبل”، سعد الحريري، بهدف انتخاب رئيس تيار “المردة” وحليف النظام السوري، النائب سليمان فرنجية، رئيساً للجمهورية.
وفي هذا الإطار، عبّر أمين عام تيار “المستقبل”، أحمد الحريري، عن مواقف لافتاً بإشارته إلى أنّه في حال فشل المبادرة والتسوية “فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، بل سينتخب بالدماء”.
وأضاف الحريري أنّ فشل المبادرة يعني أيضاً الذهاب إلى حرب أهلية ثانية والمساس بالدستور وبالنظام اللبناني.
ويبدو واضحاً أنّ “المستقبل” يسير بشكل ثابت في خياره تسمية فرنجية للرئاسة، في ظلّ دعم دولي وعربي يركّز على وجوب إنهاء الشغور الرئاسي (المستمر منذ مايو/ أيار 2014) من دون الدخول في لعبة الأٍسماء.
ويشير الموقف الصادر عن أمين عام التيار، إلى سعي “المستقبل” الحثيث لإحاطة مبادرة الحريري من كل الجوانب، وتقديمها على أنها خشبة خلاص اللبنانيين من شغور داخلي (باعتبار أن الحكومة لم تنعقد منذ شهرين) وأجواء ملتهبة محيطة.
وتبقى العملية الرئاسية ومعها مصير مبادرة الحريري رهن موقف “حزب الله” الذي لا يزال مسؤولوه يغطّون في الصمت التام في مقاربة هذا الملف، مع ربط قيادة الحزب موقفها بالقرار الذي سيتّخذه حليفها النائب ميشال عون، من هذه المبادرة، خصوصاً أنّ عون يصرّ على ترشيح نفسه للرئاسة.
إلى ذلك، أشار وزير الصحة، عضو كتلة اللقاء الديموقراطي (التي يرأسها النائب وليد جنبلاط) وائل أبو فاعور، إلى أن “المخاض الذي نعيشه هو المخاض الكلاسيكي والتقليدي لكل المعارك الرئاسية”.
وقال أبو فاعور بعد لقائه رئيس مجلس النواب بري، “نتمنى التقاط هذه الفرصة السانحة سيما وأن الطيف الواسع من 14 آذار وافق على مرشح من 8 آذار هو فرنجية”. مع العلم أن جنبلاط هو أحد عرّابي التسوية التي تقضي بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تسمية الحريري رئيساً للحكومة.
المصدر: العربي الجديد