يمضي اللاجئون السوريون في عرسال على حدود لبنان أوضاعا معيشية صعبة؛ حيث اجتمع عليهم “الفقر، والجوع، والبرد القارس”، دون أدنى مقومات الحياة من وسائل تدفئة، أو طعام صحي، أو غيرها.
أجمع ناشطون في مجال حقوق الإنسان، أن “لاجئو عرسال هم الأسوأ من جميع النواحي، مقارنة باللاجئين في الأردن، وتركيا، وغيرها”.
في الأيام الماضية، بلغ ارتفاع سماكة الثلج في عرسال حوالي 30 سنتيمترا، وهو ما جعل اللاجئين في مواجهة مع الموت، لا سيما أنهم يعيشون في خيام لا يمكن تحصينها من الهواء البارد.
وبحسب ناشطين، فإن “الثلج في عرسال هو من المآسي الحقيقة، حيث إن الطرق نحو المخيمات تبدأ بالانغلاق، وهو ما يؤدي لقطع المازوت والمحروقات عن المخيم”.
الناشط المعروف “أبو هدى الحمصي”، أطلق هاشتاغ #أنقذوا_أطفالنا_في_عرسال، داعيا من خلاله جميع الحكومات العربية، والمنظمات الإنسانية، وغيرهم بالمسارعة إلى إنقاذ حياة عشرات الآلاف من اللاجئين.
توقعات الأرصاد الجوية في الأيام القادمة لا تصب بتاتا في مصلحة أهالي عرسال، حيث إنه من المتوقع تساقط الثلوج على المرتفعات أكثر من 1200 متر، وهو ما يعني أن مخيمات اللجوء في عرسال ستغطى بالثلوج، حيث إن المنطقة يبلغ ارتفاعها أكثر من 1400 متر.
وفي تصريح لقناة “الجزيرة”، أقر مصدر في بلدية عرسال أن أهالي البلدة الذين يعيشون في منازلهم يعانون من أوضاع صعبة؛ بسبب صعوبة الطقس والحصار الاقتصادي الذي تعاني منه البلدة، والممتد منذ أربع سنوات.
“عربي21“، تواصلت مع الناشط “أبو الهدى الحمصي”، حيث قال إن “السوريين يقطنون في خيم، هي بالحقيقة لا تصلح للسكن إطلاقا”.
وروى الحمصي عددا من الحكايات المأساوية التي يعيشها اللاجئون في عرسال، داعيا جميع من يستطيع جمع المال إلى عدم نسيان أهالي عرسال.
كما نوّه الحمصي إلى ضرورة التأكد من هوية المنظمة الخيرية التي ينوي المتبرع إرسال إليها، وهي محكمة.
ودعا الحمصي في نهاية حديثه لـ”عربي21“، جميع المتكفلين بالتبرع ولو بجزء بسيط.
كما أوضح أن “الجمعية الأبرز التي نثق بها هي جمعية الوفاء للأعمال الإنسانية، حيث إنها تقوم بعمل منظم ومرتب، جعل علاقتها بالنشطاء متميزة”.
وبحسب “أبو الهدى الحمصي”، فإن “جمعية الوفاء للأعمال الإنسانية لديها مشروع ألف خيمة، وتوفير الطعام، والمازوت، والديزل في عرسال”، مشيرا إلى أن تكلفة الخيمة الواحدة مئة دولار، وأن الجمعية تكفلت حتى الآن بألف ومائتي خيمة، وتسعى إلى المزيد”.
وتابع قائلا: “تطمح مؤسسة الوفاء إلى مزيد من التفاعل معها من قبل المتبرعين، كي يزيد عطاؤها في خدمة اللاجئين”.
يذكر أن جمعية “الوفاء” توثق نشاطاتها بالفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن بعض الفضائيات مثل قناة “وصال”، تقوم بتغطية فعاليات الجمعية.
عربي 21