كان معيباً أن تتم المداولات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، حول سورية، ولا يكون هناك أي صوت عربي، وسط الضجة العالية التي ارتفعت بشأن حرب الإبادة التي يشنها الروس والإيرانيون ضد المدنيين العزّل في حلب. لوحظ غياب الدور العربي، ليس فقط على مستوى المجموعة الدولية الخاصة بسورية، والتي تضم في عضويتها عدة دول عربية، منها السعودية والإمارات وقطر والأردن، بل في كل الأنشطة التي شهدتها المنظمة الدولية، وشملت الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية على مدار أسبوع.
لم يصدر في اجتماعات الجمعية العامة تصريح أو بيان، وحتى موقف عن مأساة سورية، ولم نسمع سوى صوت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي تحدث في اجتماع مجموعة الدعم الخاصة بسورية، وليته صمت، فقد كان خطابة ترّهاتٍ وادعاءاتٍ، جعلت منه محل سخرية المشاركين، لأنه تطوع ليتهم تركيا بضرب قوافل الإغاثة قرب حلب، الأمر الذي كانت كلمة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قاطعة بصدده، حين حمّل المسؤولية لطيران الروس وبشار الأسد.
حتى وقت قريب، كان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لا يكل من تكرار مقولة “إذا لم يرحل الأسد بالطرق السلمية فسوف يرحل بالقوة”، ثم لم نعد نسمع هذه النغمة تتردّد على لسان الوزير السعودي، حتى إن أحد الظرفاء بدل العبارة ووضع محل الأسد الشعب السوري الذي طرده الأسد بالملايين.
الغياب العربي حيال ما يتعرّض له الشعب السوري، وما وصلت إليه سورية، فاضح، ولم يصل إلى هذه الدرجة من الهوان من قبل. وفوق ذلك، نجح مخطط الأسد في سلخ سورية عن محيطها وعالمها العربي، ووضعها في عهدة الروس والإيرانيين، واستقدم للقتال على أرضها، وضد أهلها العرب، جيوشاً طائفية، باتت تعمل تحت لواء “جيش التحرير الشيعي” الذي يديره مسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
تنازلت جامعة الدول العربية عن دورها منذ زمن طويل، وقرّر أمينها العام السابق، نبيل العربي، قبل نهاية ولايته، أن يوصد الباب أمام السوريين، مثلما فعل بالنسبة للعراق واليمن وليبيا وفلسطين، وتحولت الجامعة التي كانت تعتبر بيت العرب إلى ملحقٍ فرعي بطاقم السيسي، مع وصول أحمد أبو الغيط، وزير خارجية حسني مبارك، إلى منصب الأمين العام. وعلى ما يبدو، فإن أبو الغيط قرّر أن يكتم أنفاس الجامعة نهائيا، فهي لم تعد حاضرةً في أي ميدان عربي.
إذا كان الوضع العربي على هذه الدرجة من السوء، فماذا فعل السوريون من أجل توصيل قضيتهم؟ هل بذلوا جهداً لكي يجعلوا منها هماً عربيا؟
يتضح من نظرةٍ إلى تحرّك الهيئات التي تصدّت لتمثيل الثورة السورية سياسياً، أنها لم تضع في حسابها تشكيل موقف عربي رسمي وشعبي يساند الثورة. وبقيت، على الدوام، تدور ضمن دائرة منطقة الخليج العربي. وقد تنازل ممثلو الثورة، طوعاً، عن الدعم العربي، وحتى عن العلاقات الطبيعية من موقع مختلف. وعلى سبيل المثال، لم يبن “الائتلاف” علاقات مع دول الطوق المؤثرة في القضية السورية، مثل الأردن ولبنان والعراق، والأمر ذاته مع بلدان المغرب العربي التي تشكل ظهرا وسندا للقضايا العربية.
لا أحد يطلب من “الائتلاف” أن يحاول بناء علاقة مع نظام السيسي، فهو ميؤوس منه. ولكن هناك دولا تمتلك تأثيرا في أوروبا، مثل المغرب والجزائر وتونس والسنغال، ولم يتم الاتصال بها من أجل بناء علاقة. ثم إن الدول الإسلامية التي ترفع غالبية الفصائل المقاتلة على الأرض رايتها لم يضعها “الائتلاف” في حسابه.
لم يصدر في اجتماعات الجمعية العامة تصريح أو بيان، وحتى موقف عن مأساة سورية، ولم نسمع سوى صوت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي تحدث في اجتماع مجموعة الدعم الخاصة بسورية، وليته صمت، فقد كان خطابة ترّهاتٍ وادعاءاتٍ، جعلت منه محل سخرية المشاركين، لأنه تطوع ليتهم تركيا بضرب قوافل الإغاثة قرب حلب، الأمر الذي كانت كلمة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قاطعة بصدده، حين حمّل المسؤولية لطيران الروس وبشار الأسد.
حتى وقت قريب، كان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لا يكل من تكرار مقولة “إذا لم يرحل الأسد بالطرق السلمية فسوف يرحل بالقوة”، ثم لم نعد نسمع هذه النغمة تتردّد على لسان الوزير السعودي، حتى إن أحد الظرفاء بدل العبارة ووضع محل الأسد الشعب السوري الذي طرده الأسد بالملايين.
الغياب العربي حيال ما يتعرّض له الشعب السوري، وما وصلت إليه سورية، فاضح، ولم يصل إلى هذه الدرجة من الهوان من قبل. وفوق ذلك، نجح مخطط الأسد في سلخ سورية عن محيطها وعالمها العربي، ووضعها في عهدة الروس والإيرانيين، واستقدم للقتال على أرضها، وضد أهلها العرب، جيوشاً طائفية، باتت تعمل تحت لواء “جيش التحرير الشيعي” الذي يديره مسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
تنازلت جامعة الدول العربية عن دورها منذ زمن طويل، وقرّر أمينها العام السابق، نبيل العربي، قبل نهاية ولايته، أن يوصد الباب أمام السوريين، مثلما فعل بالنسبة للعراق واليمن وليبيا وفلسطين، وتحولت الجامعة التي كانت تعتبر بيت العرب إلى ملحقٍ فرعي بطاقم السيسي، مع وصول أحمد أبو الغيط، وزير خارجية حسني مبارك، إلى منصب الأمين العام. وعلى ما يبدو، فإن أبو الغيط قرّر أن يكتم أنفاس الجامعة نهائيا، فهي لم تعد حاضرةً في أي ميدان عربي.
إذا كان الوضع العربي على هذه الدرجة من السوء، فماذا فعل السوريون من أجل توصيل قضيتهم؟ هل بذلوا جهداً لكي يجعلوا منها هماً عربيا؟
يتضح من نظرةٍ إلى تحرّك الهيئات التي تصدّت لتمثيل الثورة السورية سياسياً، أنها لم تضع في حسابها تشكيل موقف عربي رسمي وشعبي يساند الثورة. وبقيت، على الدوام، تدور ضمن دائرة منطقة الخليج العربي. وقد تنازل ممثلو الثورة، طوعاً، عن الدعم العربي، وحتى عن العلاقات الطبيعية من موقع مختلف. وعلى سبيل المثال، لم يبن “الائتلاف” علاقات مع دول الطوق المؤثرة في القضية السورية، مثل الأردن ولبنان والعراق، والأمر ذاته مع بلدان المغرب العربي التي تشكل ظهرا وسندا للقضايا العربية.
لا أحد يطلب من “الائتلاف” أن يحاول بناء علاقة مع نظام السيسي، فهو ميؤوس منه. ولكن هناك دولا تمتلك تأثيرا في أوروبا، مثل المغرب والجزائر وتونس والسنغال، ولم يتم الاتصال بها من أجل بناء علاقة. ثم إن الدول الإسلامية التي ترفع غالبية الفصائل المقاتلة على الأرض رايتها لم يضعها “الائتلاف” في حسابه.
العربي الجديد