باتت الاستخبارات الأميركية على قناعة بأن كوريا الشمالية نجحت في تصغير السلاح الذري لتركيبه على رأس صاروخ قد يكون عابرا للقارات ويصل مداه إلى الولايات المتحدة، بحسب ما كشفت صحيفة “واشنطن بوست”.
وحقق الشمال هذا الإنجاز التكنولوجي أسرع من المتوقع، لكن بحسب خبراء لا تزال عقبات تعترض مسار التحاقه بركب القوى النووية التي قد تضرب أي موقع في أي مكان أو وقت كان.
وأجرت كوريا الشمالية 5 تجارب نووية كان آخرها في 9 سبتمبر 2016 وكانت القنبلة بقوة موازية تقريبا لتلك التي ألقيت على ناغازاكي في 9 أغسطس 1945.
وأعلنت بيونغ يانغ حينذاك أن هذا هو نوع القطع التي تسعى إلى تصغيرها و”توحيد مقاييسها” لتركيبها في صواريخ بالستية.
وأجرى البلد عدة تجارب إطلاق صواريخ، بما فيها اختباران ناجحان لصواريخ عابرة للقارات في وسعها ضرب الساحلين الشرقي والغربي للولايات المتحدة قد يمتد مداها نحو 10 آلاف كيلومتر.
ويقول محللون عسكريون أن تصغير الرأس الحربي وتطوير صاروخ بعيد المدى ودقيق بما فيه الكفاية ليس إلا عنصرين من معادلة أكثر تعقيدا حيث يتطلب الأمر أن يصمد الرأس الحربي في سرعة 25 ألف كيلومتر في الساعة لقذفه في الفضاء، والأهم أن يصمد خلال مسار العودة إلى الغلاف الجوي حيث تخضعه الاحتكاكات لدرجات حرارة وارتجاجات عالية جدا. ويقول مايكل إيلمان من مركز “إنترناشونال إنستيتوت فور ستراتيجك ستاديز”، إن قطعة العودة إلى الغلاف الجوي تفككت خلال التجربة التي أجريت لصاروخ عابر للقارات في 28 يوليو.
ولو كانت هذه العملية فعلية وليس مجرد تجربة، لكان الرأس تفكك قبل بلوغ هدفه.
ورجح سيغفريد هيكر الخبير النووي في جامعة ستانفورد أن يستغرق الأمر خمس سنوات قبل أن يصبح الجزء المُعدّ للرجوع إلى الغلاف الجوي متينا بما فيه الكفاية.
وأوضح “لا أظن أن لديهم خبرة كافية في مجال التجارب الباليستية أو النووية لتشغيل رأس حربي صغير وخفيف ومتين بما فيه الكفاية للصمود خلال عملية إطلاق بصاروخ باليستي عابر للقارات”.
ولفت هيكر الذي زار كوريا الشمالية عدة مرات لتقييم قدراتها النووية إلى أن البرنامج العسكري النووي الذي تطوره بيونغ يانغ يعاني من نقص في مخزون اليورانيوم وخصوصا البلوتونيوم وهو أفضل ما يمكن استخدامه لتزويد الصواريخ العابرة للقارات.
وأشارت واشنطن إلى أن حساباتها تفيد بأن كوريا بزعامة كيم جونج أون تمتلك حاليا نحو 60 قبنلة نووية، رغم أن خبراء مستقلين يعتقدون أن العدد أقل كثيرا.
ومن شأن تلك النتائج أن تعمق المخاوف الأميريكية بشأن “التهديد العسكري” لكوريا الشمالية، حيث قال مسؤولون إن بيونغ يانغ تفوق التوقعات من حيث جهود إنتاجها لصواريخ قادرة على ضرب الولايات المتحدة.
المصدر : العرب اللندنية