’’ما رح أحرمك من حلمك وضيعلك مستقبلك يلي عم تحلمي فيو’’
’’ما رح قصر ولا نقص عليكي أي شي بتحبي’’
هذه العبارات المحفزة التي قالها لي خطيبي صهيب، كانت جسر العبور الذي نقلتني من ضياع حلمي وغير مجرى حياتي.
كانت كلماته دافعاً لي لإكمال مسيرتي الجامعية، بعد إيقاف تسجيلي في الجامعة قرابة سنة، تقدم صهيب الشاب الوسيم، من مدينة أرمناز التابعة لمحافظة إدلب، العشريني ذو الأخلاق الرفيعة والوجه الحسن، قاصداً الزواج مني.
في البداية جاءت والداته وافتتحت موضوع الخطبة مع والداتي، بعد حديث دار بينهم عن مواصفات الشاب وأخلاقه ومؤهلاته، طلبت والدتي مدة زمنية للتفكير قبل البت بالجواب، ما كان عليً سوى أن أصلي صلاة الاستخارة وأوكل أمري لله، في الوقت الذي كان فيه والدي يسأل الناس عن سلوكيات وأخلاقيات الشاب، وما كان الجواب إلا بالمدح والثناء عليه.
بعد ثلاثة أيام اتصلت والدة صهيب بوالدتي لتعرف ما هو جواب الطلب، كان جواب والدتي “شو بدنا أحسن من هيك شب خلوق ابن حسب و نسب لبنتنا”.
تم النصيب الحمد لله وعقد القران ، بدأنا أنا وصهيب بالحديث مع بعض يومياً،
كنا نخطط لمستقبلنا ونرسم أحلامنا كما نتمنى، كنا نروي لبعضنا كيف كانت حياة كل واحد منا، قصصت عليه حياتي الجامعية التي استمرت لمدة سنتين في حلب، وبسبب الظروف الصعبة لم أستطع إكمالها، ما كان جواب صهيب إلا “بوعدك رح كملك دراستك و رح أصبر كرمالك” ، فرحت كثيراً ، وفي اليوم التالي جاء صهيب و تكلم مع أبي بخصوص فكرة إكمال دراستي، وتأجيل موعد الزفاف، بعد فترة وجيزة سافرت إلى حلب، وبدأت بمشوار السنة الجامعية الثالثة، برفقة سلطان القلب بالرغم من أن الطريق بعيد بيننا، إلى أن طيفه حاضراً دائماً في البال، كان الكتف الثابت الذي لا يميل ولا يمل
كان الخطيب والرفيق والحبيب وكل شيء جميل، فهو هدية وهبني إياها الله
كانت ولازالت و ستبقى أجمل الهدايا..
التحقت بجامعتي و دراستي و قدمت امتحاناتي ..وهكذا انتهى مشوار السنة الثالثة، وبقي لدي سنتين لأنهي مسيرة دراستي، عدت إلى مدينتي” أرمناز ”
كان صهيب ينتظرني بفارغ الصبر عند موقف الباص، ليكون هو أول شخص ألتقي به و أكحل عيني برؤيته.
موعد زفافنا قد اقترب ، ولكن سنوات دراستي التي بقيت كانت عائقاً كبيراً،
اتفقنا أن نؤجل موعد الزفاف لحين تخرجي، ولكن أهلي لم يقتنعوا بالخطبة الطويلة، وأن ظروف الحرب في حلب لا تبشر بالخير، فالأولى إقامة الزفاف وإيقاف دراستي، فحالي كحال فتيات المدينة اللواتي تزوجن و لم يكملن الدراسة..
وفعلاً هذا ما حصل، تزوجنا خلال العطلة الصيفية، وبقي حلمي معلقاً، كثيراً ما تجول في خاطري وعود صهيب ، وهل سيكون عند وعده ؟
هل سأصبح مهندسة كما كنت أتمنى؟…تساؤولات كثيرة …ما كان جواب صهيب عن هذه التساؤولات إلا “ما رح أحرمك من فرحة عمرك …خلص روحي ع حلب و كملي دراستك متل ما وعدتك، رح اصبر كرمالك”
سافرت إلى جامعتي ، كان حلمي أن أنهي دراستي بأسرع وقت ممكن و أعود إلى منزل زوجي ، تعبنا كثيراً، علامات الشوق والحنين على وجوهنا واضحة، وبعد مشوار دام سنتين عالرغم أنه بالنسبة لي كان بمثابة عقدين …
وأخيراً أنت رحلتي التي كانت هاجزاً أمام سعادتنا و حياتنا الزوجية.
كان صهيب الكتف الذي لا يميل، الرجل الذي وعد وأوفى و صبر لأجلي السند ونعم الزوج.
عبير صهيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع