بقلم شهد بطرس بلبل
في أحد أركان مخيم دوميز الصاخب للاجئين السوريين، يحدث تحول ملحوظ بهدوء. يبدأ كل شيء داخل مركز حماية الطفل، حيث تُغيّر جيلان، وهي فتاة متحمسة ولدت في عام 2010، مسار حياتها بفضل دورة مجموعة أدوات المراهقات. على الرغم من صعوبات الحياة في المخيم، توضح رواية جيلان القوة الهائلة للتعليم والتنمية الشخصية.
من سوريا إلى دوميز: قصة صمود
جيلان طالبة في الصف الثامن في مدرسة ديرين في مخيم دوميز، حيث تنتمي إلى عائلة مكونة من ستة أفراد، مع شقيقين وأخت، وجميعهم تحت رعاية والديها المحبة.
تنحدر جيلان من قرية غري بري في القامشلي بسوريا، إلا أن ذكريات جيلان عن حياتها المبكرة وأوقات الحرب المضطربة بعيدة إلى حد ما. ومع ذلك، وهي في الثالثة عشرة من عمرها، فهي تصنع مستقبلًا مليئًا بالإمكانات والفرص.
إن شغف جيلان بالتعلم واضح، مع حب خاص للغة الإنجليزية. ومع ذلك، فإن قصتها تتجاوز النجاح الأكاديمي؛ إنها قصة نمو شخصي وتمكين، كل ذلك بفضل مشاركتها في دورة أدوات المراهقات. يعد هذا البرنامج بمثابة جهد مشترك بين اليونيسف ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بدعم من حكومة جزيرة مان.
التعلم ما بعد التعليم
لمدة عامين، شاركت جيلان بنشاط في البرنامج، وكانت التغييرات في حياتها واضحة. تتحدث عن الثقة بالنفس المكتشفة حديثًا، والقدرة على التعامل مع الضغوط النفسية، والتحرر من براثن الاكتئاب. “نتلقى نصائح لا تقدر بثمن وأقوال إيجابية، أطبقها في حياتي لأواجه تحدياتها”.
وبعيدًا عن التطوير الشخصي، فقد وسعت الدورة آفاق جيلان ومجموعة مهاراتها. “لقد تعلمت أيضًا كيفية تطوير نفسي واللغة الإنجليزية”.
ومع ذلك، فإن البرنامج لا يقتصر على التعلم فقط. إنه مكان الصداقة الحميمة والفرح. “هذا المكان بعيد عن أن يكون مملًّا؛ لقد خصصنا وقتًا للتعلم والمرح. نحن ننغمس في الحرف اليدوية مثل أعمال الصوف وصناعة الإكسسوارات، ناهيك عن عدد لا يحصى من الألعاب التي كانوا يلعبونها معنا عندما كنت أصغر سنًّا.
شبكة دعم جيلان التي لا تتزعزع، والتي تتكون من عائلتها وأصدقائها، تدفعها نحو حلمها في أن تصبح طيارة. بفضل إصرارها الذي لا ينضب ودعم أحبائها، ليس هناك شك في أنها مقدر لها الوصول إلى السماء.
قصة جيلان هي شهادة على قوة التعليم والمجتمع والنمو الشخصي. ومن خلال الدورة التدريبية لمجموعة أدوات المراهقات، لم تكتسب المهارات الأساسية فحسب، بل اكتسبت أيضًا الثقة اللازمة لتحقيق أحلامها. في مواجهة الشدائد، تعد جيلان بمثابة مصدر إلهام، حيث يذكرنا أنه مع الفرص والدعم المناسبين، يمكن للمرء أن يتجاوز تحديات الحياة ويحول الأحلام إلى حقيقة.
عن موقع UNICEF ترجمة مركز الصحافة الاجتماعية بتصرف