يفتتحُ الشمالُ السوريُ جامعاتهِ ومعاهدهِ التعليميةِ العامةِ منها والخاصة، في قفزةٍ نوعية نحوَ مستقبل أفضل لطلاب المناطق المحررة في سوريا.
افتتحت مدينة إدلب جامعتها في كافة الاختصاصاتِ، فتوفر فيها كليات الطبُ والصيدلةُ والأفرع الهندسية. بالإضافة إلى كلية التربية والآدابِ والاقتصادِ التي امتلأت بأبنائها الطلبة.
يوجد في المناطق المحررة أكثر من 23 ألف طالبة وطالب جامعي، حسب معلومات نشرها مجلس التعليم العالي على صفحته. 18 ألف منهم في جامعة إدلب والجامعات الخاصة، و5200 طالبة وطالب في جامعة حلب الحرة. التي انتقلت أواخر العام المنصرم إلى إعزاز ومارع وعفرين في ريف حلب الشمالي, بعد خلافات مع مجلس التعليم العالي المرتبط بحكومة الإنقاذ.
يتطلعُ معظمُ هؤلاء الطلبةِ نحوَ الغدِ الأفضلِ والمستقبلِ الأجمل
لكن وحسبِ معظمِ ما تحدثَ عنهُ الطلابُ، هناك معوقات ومشاكل تواجههم كما يقول “أحمد” وهو طالبٌ في كليةِ الآداب: ” بدأتُ الدراسةِ منذُ ثلاثِ سنوات، أتطلعُ لمستقبلٍ أفضل، بدأنا الدراسةَ رغم الحروب الدائرة والبطالة المنتشرة و المعيشة الضيقة، إيجار المنزلِ لي ولزملائي والمصروفُ اليومي وأجور النقل وثمنُ الكتبِ والمحاضراتِ كانت ثقيلةً على كاهلِ كلِ طالبٍ منا.
مشاكل الطلاب
يقول أحمدُ أنه مع الهجرةِ الكثيفةِ لأهل الشمال السوريِ نحو المدينة ارتفعت أجور المنازلِ للضعف، ومع عدم وجود مساكنٍ خاصة لطلاب الجامعات، بات الأمر يزدادُ سوءً، وأجور المواصلاتُ ترتفع باستمرار، مع غلاء كبير بأسعار المحروقات.
لكن لم يكن هذا معظمُ ما يشغل أحمدَ والطلبةَ الذين أوقفوا تسجيلهم الجامعي مع زيادة أقساطهم السنوية أمام كل تلك المصاريف الأخرى.
تَتوزعُ الأقساطُ السَّنوية للجامعات حسبَ كل واحدة، فجامعة إدلب تأخذ 250 $ للكليات الطبية و 200$ للهندسة المعلوماتية وباقي الكليات الهندسية والطب البيطري 175$ ، وباقي الكليات 150 دولارا.
أما بالنسبة للمعاهد فالمعهد الطبي بـ 200$ وباقي المعاهد بـ 150$ .
تتضاعفُ الأرقامُ بالنسبةِ للتعليم الموازي، هذا الأمرُ شغل أذهان طلابِ جامعةِ إدلب في الشمالِ السوري، ومشاكلُ وهمومُ الطلابِ لم تقتصر عند هذا الحد، فالاعترافُ العالميُ بجامعتهم بات مطلبهم وأملهم، و يطمحون لأن يروا ثمارَ دراستهم، لكن يبدو الأمر صعباً، فتركيا لم تعترف بعدُ بالجامعات السورية، بل اقتصرت على الاعتراف بجامعاتها التركيةِ الموجودة في الشمالِ السوري كجامعةِ غازي عينتاب التي لاقت نسبة عالية من الإقبال عليها بسبب الاعتراف الدولي بها وأقساطها المخففة الشبه مجانية.
كما يقوم معظم طلابِ ريف حلب الشمالي بفحص (اليوز) الذي تقدم له أكثر من 2400 طالب وطالبة هذا العام، ليحصلوا على قبول في الجامعاتِ التركية.
لا يزال الطلاب في الشمال السوري يحلمون ويطمحون للحصول على تعليم أفضل واعتراف جيد رغم كل ما يواجهونه من عراقيل، بإرادة صلبة قوية تخرج من حبهم للعلم والحياة ليحيوا بلدهم وأنفسهم بذات الوقت.
إبراهيم الخطيب