قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن أولوية بلاده هي “إنهاء الحرب الدموية المستمرة منذ 7 سنوات في سوريا، والعمل على إحداث الانتقال السياسي الداعم لإقامة حكومة شرعية، ودولة حرة مستقرة تنعم بالسلام”.
جاء ذلك في مقال له السبت، نشرته صحيفة “دايلي صباح” التركية (النسخة الإنجليزية)، شدد فيه على أن تلك الأهداف “لن تتحقق حال بدأت الدول المعنية (بالوضع في سوريا) حربا أخرى بالوكالة في منطقة بلاد الشام”.
واستنكر “قالن” موقف واشنطن من الوضع في سوريا، وإعلان مسؤوليها العمل على تأسيس وجود عسكري طويل المدى.
وتابع: “للأسف، يبدو أن قضية الولايات المتحدة لم تعد محاربة داعش، أو إبقاء بشار الأسد في السلطة من عدمه، بل بات الاستيلاء على مواقع استراتيجية في هناك”.
وأضاف: “المسؤولون الأمريكيون لا يخفون حقيقة أنهم سيبقون في سوريا قوة مضادة لإيران، ما يعني أن الأراضي السورية ستتحول إلى ساحة حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الخليجية من جهة، وإيران وروسيا وحزب الله من جهة أخرى”.
وفي السياق، أشار “قالن” إلى أن تلك الطريقة لاستعراض القوة لن “تعود بالنفع على أي طرف، كما لن تفرز فائزين”.
واستكمالا لمآخذ بلاده على واشنطن، أكد أن دعمها قوات “ب ي د” الإرهابية أوجد “أزمة ثقة حقيقية، لما يمثله ذلك التنظيم الإرهابي من تهديد أمني استراتيجي لتركيا”.
وأكد أن دعم ذلك التنظيم الإرهابي “يزيد من تمكين تنظيم بي كا كا”.
وفي السياق، حذر المتحدث الرئاسي من تضرر العلاقات التركية الأمريكية الممتدة منذ عقود بشكل لا يمكن إصلاحه، في حال لم تتخذ واشنطن خطوات فيما يتعلق بتنظيم “بي كا كا” وذراعه السوري، علاوة على تنظيم “فتح الله غولن”.
وقال: “الاجتماعات الأخيرة بين مسؤولي البلدين يجب أن تتحول إلى فرصة لتخطي أزمة الثقة القائمة”.
وتساءل: “كيف يمكن لدولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن تدعم عدونا؟”.
وأكد أن الحكومة التركية لم تطلب من نظيرتها الأمريكية أي طلب غير مشروع، وأنها لم تطلب سوى اعتقال المجرمين وتسليمهم، وفق الاتفاقات القائمة بين البلدين.
ولفت إلى ضرورة “فهم واشنطن أن عملاء الجماعة (غولن الإرهابية) يفعلون كل ما في وسعهم لتقويض علاقات البلدين”.
وتطالب تركيا واشنطن بتسليمها زعيم المنظمة الإرهابية فتح الله غولن، لوقوفه وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد في 15 يوليو / تموز 2016.
الاناضول